Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

الإسلام في شعر المسيحيين

A A
كتاب بعنوان «الإسلام في شعر المسيحيين» لمؤلفه الإعلامي والكاتب اللبناني المقيم في ألمانيا «فارس يواكيم».. محتوى الكتاب منصب على اهتمام الشعراء المسيحيين العرب بالإسلام ونبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

في البداية يستشهد الكاتب بنص كتبه «جبران خليل جبران»؛ يفخر فيه بلبنانيته، ومسيحتيه، ومجد الإسلام، وحبه للنبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، وإجلاله للقرآن الكريم.

فهكذا -والكلام للمؤلف-، حشد أدباء العرب من غير المسلمين طاقاتهم الإبداعية للدفاع عن العروبة وكان الإسلام في نظرهم صنو العروبة والمرجعية الثقافية لهم.

في الكتاب أشعار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعيدي الفطر والأضحى، وصلاة الاستسقاء، وقصائد تستوحي سوراً من القرآن، ومكة المكرمة، والهجرة النبوية، ودخول هلال شهر رمضان، والغزوات، فلا تكاد تجد مناسبة إسلامية إلا وينبري لها شاعر مسيحي يشارك المسلمين مشاعرهم.

اختار المؤلف أبيات للشاعر اللبناني «صلاح لبكي» من قصيدته بعنوان «غرباء» متوسلاً التفاتة من النبي صلى الله عليه وسلم لأن روح الجاهلية تسود المجتمع قائلاً:

أرسل سلامك في الأنام محمد... عظمت مآثمهم وعز المرشدُ

عادوا كأنك لم تكن نور الهدى... للعالمين ولم يحن لك موعدُ

وغدوا وروح الجاهلية روحهم... في كل أرض يزدهي ويغردُ

في الكتاب قصة الكاتب اللبناني «مارون عبود» الذي أطلق على مولوده اسم «محمد»، وأعجب ذلك الكاتب اللبناني المسيحي «أمين الريحاني» فأنشد قصيدة يدافع فيها عن اختيار الاسم:

خفف الدهشة وأخشع أن رأيت... ابن مارون سميّاً للنبي

أمه ما ولدته مسلماً... أو مسيحياً ولكن عربي

والنبي القرشي المصطفى... آية الشرق وفخر العربِ

ومن الطرائف ما ذكره المؤلف عن جبران تؤيني الجد عاش في الفترة (1890م-1947م)، والذي كتب قصيدة عن مناسك الحج، يظن قارؤها أنه أدى الفريضة وعرف مناسكها:

طاف بالبيت محرماً وتهيّا... للقاء الرحمن برّاً تقيا

ومشى من منى إلى عرفات... يذكر الله بكرة وعشيا

ويناجي النبي في مهبط الوحي... هنيئاً لمن يناجي النبيّا

في الكتاب قصيدة جميلة للشاعر السوداني المسيحي «عزيز التوم منصور»، المولود سنة 1920م، عن حريق المسجد الأقصى سنة 1967م، والتهمت النيران الجناح الشرقي من المسجد ومنبر صلاح الدين، فأنشد مناجياً المسجد:

يا قبلة الدنيا وفي... نفسي إليك هوى صريح

إني بكيت عليك أمس... كما بكيت على المسيح

في الكتاب أيضاً واحدة من أشهر قصائد الشاعر المسيحي العربي الشهير «سعيد عقل» في مكة قبلة المسلمين، القصيدة التي طارت شهرتها بعد أن لحنها «الأخوان رحباني» وشدت بها المطربة اللبنانية فيروز (وجميعهم مسيحيون) بصوتها العذب:

غنيت مكة أهلها الصيدا... والعيد يملأ أضلعي عيدا

يا قارئ القرآن صلّ لهم... أهلي هناك وطيّب البيدا

من راكع ويداه آنستا... أن ليس يبقى الباب موصودا

عرف الكاتب بعض من الشعراء المسيحيين ووضح مسارات كتاباتهم، واحترامهم للإسلام، وكان الهدف من ذلك كله -والكلام للمؤلف- معرفة الآخر، وتبديد أسباب التعصب المذهبي، لأن الإنسان عدو لما يجهل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store