Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محطّات للتوقف

- رحل سيد قطب القيادي الإخواني، وظل نهجه ساريًا إلى اليوم، ولعلّ من نافلة القول الإشارة إلى أن فكر سيد قطب قد تجسّد في كتابه (معالم في الطريق)، وقد حدد أربع مراحل لمجتمع الدعوة تُكتسب على مدى زمني

A A

- رحل سيد قطب القيادي الإخواني، وظل نهجه ساريًا إلى اليوم، ولعلّ من نافلة القول الإشارة إلى أن فكر سيد قطب قد تجسّد في كتابه (معالم في الطريق)، وقد حدد أربع مراحل لمجتمع الدعوة تُكتسب على مدى زمني طويل، وبالتالي يُفترض أن تكون أدواته عنيفةً؛ لأن العنف يعني السعي إلى التغيير عاجلاً وليس آجلاً، وهذه المراحل هي: التكوين العقدي وفق ما أسماه، والاعتزال الشعوري، والاستعلاء، والتمكين، وهذه العمليات يطول أمدها، إنما تستهدف الاستيلاء على المجتمع من أسفل، وليس الانقضاض على السلطة من أعلى، وهذا هو منهج «الإخوان المسلمين»، منذ حسن البنا وحتى اليوم، وهذا ما نحتاج أن نتأمّل فيه دومًا، والحوادث التجريبية تؤكد ميل هذه الجماعة بشكل عام إلى التطرّف، وأغلبهم يميل إلى العنف، ولازلنا في حاجة إلى المزيد من التأمّل سيّما في أعقاب ما يُسمّى بثورة 25 يناير، ولو عاش سيد قطب إلى اليوم لأنكر على نفسه ما نادى به، ورسم طريقًا آخر يواكب المرحلة.- ما ينبغي أن ندركه أن فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني اليوم ليس هو الشيخ الذي عرفناه قبل عشر سنوات أو يزيد، في إحدى مقالاته -ربما كانت في الشرق الأوسط- يتحدث عن العالم الثالث الذي اهتم برفع العمارات، ومد الجسور، ونصب الكباري، وإنشاء النوافير، ولكن أغفل الإنسان الذي هو المحور الأساس من حيث تأهيله، وتدريبه، وتمرينه؛ ليكون عنده روح نظامية في المعاملة، ورقّة المشاعر، ولطف المعاملة، يتحدث الشيخ عن إفساد البيئة، وإهمال النظافة، والتفاخر بالأنساب، والطعن في الأحساب، والعصبية والجاهلية، والتمييز العنصري كلّما ذهبنا إلى الشرق والغرب... إلى أن يقول في خاتمة مقاله: (إن العالم الثالث مازال في غرفة العناية المركزة، ويحتاج إلى منشّطات وأدوية حتى يفيق من الغيبوبة، ويصحو من النوم)، ويقول الشيخ: (ولا يغرّك ما تسمع من العنتريات، وبيانات التمدن والتحضّر، وأننا محسودون، وأن العالم مندهش منّا، ومذهول من تقدّمنا، فهذا كله كلام فارغ، والعالم إلى الآن يرى أن العالم الثالث عبْء ثقيل عليه يصعب التعامل معه)... وأحسب أن شيخنا يستحق بجدارة أن يتولّى إعداد الدعاة، فلم يبلغ هذا المقام إلاّ بعد تجارب ثرية، بارك الله له في جهده وفكره، وليت البعض يحذون حذوه.- من المفارقات العجيبة التي تستوجب التأمّل، هو ما يحصل من زيادة في سعر السلعة عندما يبيعها التاجر بأجل (بالتقسيط)، وما يقع من زيادة مماثلة يضعها صاحب القرض على قرضه، ويُسمّى (قرضٌ ربويّ) فالأول مباح، والآخر يحرّمه البعض، والوسيلة واحدة -بدون شك- والعقلاء يقررون بأن للزمن قسطًا من الثمن، ولكنْ مَن يجرؤ على تسمية الأشياء بمسمّياتها؟ وهل يخشى مَن يخوض في هذا الأمر بأن ينتهي تضييق ما انتهى إليه أمر الشيخ الطنطاوي مفتي مصر يرحمه الله؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store