Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

حب مكة والمدينة

A A
إن عشق مكة المكرمة والمدينة المنورة لأمر راسخ في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا من عقيدة الإسلام الحنيف؛ فمكة المكرمة هي أم القرى، فيها حرم الله الآمن، وتستقر فيها مناسك الحج منذ أن شرعه الله على أرضه؛ لما بعث سيدنا إبراهيم - عليه السلام- برسالته السماوية إلى أهل الأرض، وأمره برفع القواعد من الكعبة المشرفة، ودعا الناس إلى حج البيت العتيق من استطاع إليه سبيلا، وازداد هذا البيت المعظم تشريفا وتعظيما لما بعث الله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة الخاتمة من أرض مكة الطاهرة، فتعلقت قلوب المسلمين به، ثم كان تاج الأمر وسنامه؛ يوم أمر الله المسلمين بتحويل قبلة صلاتهم - لله رب العالمين- من المسجد الأقصى المبارك إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، فما أروعه من تحوُّل؛ ازدادت معه قلوب المؤمنين تعلقاً بمكة المكرمة وببيتها العتيق وبحرمها الآمن.

ولا يقل حب المسلمين للمدينة المنورة عن حب مكة المكرمة؛ فمن أرض المدينة المنورة خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى الدنيا بأسرها؛ لتبليغ رسالة الإسلام بعد الهجرة النبوية الشريفة، وفيها أرسى المسلمون أسس الحكم وقيادة العالم، وعلى أرضها كان أول مسجد بني للتقوى، بناه المسلمون لعبادة الله؛ بعيداً عن ظلم الكفار والمشركين، ومنها خرجت الجيوش إلى مشارق الأرض ومغاربها، تفتح البلاد والأمصار، رافعة راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ناشرة رسالة الإسلام في ربوع الأرض شرقاً وغرباً، لهداية البشر إلى نور الله، ومحاربة كل منابع الشر والكفر والفساد على مستوى العالم في أرض الله الواسعة.

ولذلك تغنى الشعراء في أشعارهم بحب مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما جرت على ألسنتهم الكثير من الأبيات التي تجري مجرى الحكمة في حب مكة المكرمة؛ حيث مولد رسول الله ومبعثه وموطن بيته العتيق، وكذلك في حب المدينة المنورة؛ مهجر النبي ومسجده الآمن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store