Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

جائزة نوبل للحماقة العلميَّة!!

A A
جائزة نوبل للحماقة (إيج نوبل) تُمْنَح للاختراعات العلميَّة المضحكة وغير المسبوقة، تُمْنَح لعدد عشرة إنجازات علميَّة تدفع الناس للضحك والاستغراب. يشارك في الجائزة علماء من دول العالم في مجالات علميَّة مختلفة، هي: الطب، وعلم النفس، والفيزياء، والاقتصاد، والسَّلام، والأحياء، والكيميَّاء، والاتِّصالات، والصحَّة العامَّة، والهندسة، في حفل ضخم يُبَثُّ عبر الإنترنت، كما يشير بذلك الموقع الرسمي للجائزة.

أُقيم أول احتفال للجائزة عام 1991م من قِبَل «مارك أبراهام»، محرر مجلة (Annals Improbable Research)، وهي مجلة تحتفي بالاكتشافات الغريبة والتي تتسم بالفكاهة. ظلَّ حفل الجائزة يقام في سبتمبر من كلِّ عام في جامعة هارفارد الأمريكية.

يعترف الدكتور «واتانابي سيغيرو» أستاذ علم النَّفس في «جامعة كيئو» اليابانيَّة وأحد الحاصلين على الجائزة، بأنَّه في البداية لم يولِ اهتمامًا كبيرًا لحقيقة منحه جائزة نوبل للحماقة العلميَّة، وكان ينظر إليها على أنَّها مجرَّد لعبة يلعبها طلاب جامعة هارفارد؛ للحصول على «بعض المرح»، لكنَّه غيَّر أسلوبه بعدها، لدرجة أنَّه وصفها بأنَّها «معرض رائع للبحث الفريد».

ومن أبحاثه الغريبة، ما أثبته «واتانابي شيغيرو» أنَّ تذوُّق الفن وإدراكه ليس حكرًا على الإنسان، حيث قام وزملاؤه في التجربة بتدريب الحمام على التميُّز بين اللوحات الفنيَّة المختلفة، بما في ذلك لوحات لرسامين عظام أمثال «كلود مونيه»، و»بيكاسو»، أثبت أنَّ الطيور تكوِّن إدراكًا عن عالمها بطرق لا تختلف كثيرًا عن الإنسان، وأنَّها تعلَّمت تمييز لوحات فنان عن الآخر بدرجة عالية من الدقَّة. وقد حصل هو وفريقه على جائزة نوبل للحماقة عن هذا العمل في عام 1995م.

ومن بين الأبحاث الغريبة -أيضًا- التي فازت بهذه الجائزة، فريق حاول قياس السعادة بسبب الحكَّة، ليصلوا إلى نتيجة أنَّ حكَّ الكاحل والظهر هما الأكثر متعةً عند البشر.

العالم الهولندي ذو الأصول الروسيَّة يُعتبر الوحيد الفائز بجائزة نوبل للحماقة عام 2000م، ثمَّ حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2010م؛ لإنتاجه الجرافين لاستخدامه المغناطيس لرفع الضفادع.

وحصل على الجائزة -أيضًا- في عام 2016م العالم المصري «أحمد شفيق» في مجال التكاثر، عبر ورقة بحثيَّة قدَّمها لهيئة الجائزة، توضِّح أنَّ الفئران التي ترتدي سراويل مصنوعة من البوليستر المخلوط بالقطن، تكون أقلَّ نشاطًا من الناحية الجنسيَّة من تلك التي ترتدي سراويل من القطن أو الصوف، أو التي لا ترتدي سراويل من أيِّ نوع، كما هو الحال عادةً بالنسبة للفئران، كما يؤكِّد الموقع الرسمي للجائزة.

يقول البروفيسور «أبراهام كوتين»، أحد مخترعي «الأنف الإلكتروني»: إن «إيج نوبل» تُمْنَح لأسباب منها: أنَّ بعض الناس يعتقدون أنَّهم يجب تكريمهم لعمل شيء ما، ويحاولون لفت الأنظار بأبحاث تأخذ شكلاً علميًّا، ولكنَّها بلا مضمون وبلا فائدة، وهذه الجائزة بقيمتها المالية -لا تزيد عن نصف دولار أمريكي- تلقِّن مثل هؤلاء درسًا لتوخِّي الحذر والتأكُّد من أبحاثهم العلميَّة والبُعد عمَّا هو غثٌّ ورديءٌ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store