Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

دعم المملكة لفلسطين واقع لا ظاهرة صوتيَّة

A A
* من المُسلَّمات التي قامت عليها المملكة العربيَّة السعوديَّة منذ تأسيسها وحتَّى اليوم، احتضان أشقائها العرب والمسلمين، ودعم قضاياهم العادلة في شتَّى الميادين، والمنظَّمات الدوليَّة: سياسيًّا، وثقافيًّا واجتماعيًّا وعلميًّا، وكذا في الجانبين الاقتصادي والإغاثي، تفعلُ ذلك استشعارًا بالواجب، ودعمًا للأشقاء دون قيد أو شرط، أو بحث عن مكاسب ضيِّقة أو أُحاديَّة، سياسيَّةً كانت، أو أيدلوجيَّة، أو فكريَّة.

*****

* ولعلَّ المهم والأهم من تلك القضايا (فلسطين)، فقد كانت -ولا تزال وستبقى- في قلب الاهتمام (السعودي)، بدأ ذلك منذُ عهد المؤسِّس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث المناصرة الصادقة والجادَّة للشعب الفلسطيني في مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة، ليتواصل بعدها دعم ومساندة المملكة للقضيَّة الفلسطينيَّة في مختلف مراحلها، وعلى جميع الأصعدة السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والصحيَّة، وذلك إيمانًا منها بأنَّ ذلك واجب تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمَّتها العربيَّة والإسلاميَّة.

*****

* أمَّا سياسيًّا ودبلوماسيًّا فـ(السعوديَّة) دائمًا ما ترفع صوتها في مختلف المحافل والمنصَّات بحقِّ الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس، مستمدَّة ثقلها ومكانتها الكبيرة على المستوى الدولي، أمَّا اقتصاديًّا وتنمويًّا فـ(المملكة) هي الداعم الأوَّل بدون منازع، حيث يصعب حصر أرقام ذلك الدعم، ولكن من ذلك: التزامها عام 1978م بـ(مليار وسبعة وتسعين مليون دولار) سنويًّا ولمدة عشر سنوات، وفي العام 1987م خصَّصت المملكة مبلغًا شهريًّا لمساندة الانتفاضة الفلسطينيَّة مقداره (6 ملايين دولار).

*****

* تواصل العطاء السعودي للأشقاء الفلسطينيين، فقد تجاوز منذ العام 1999م الــ(5.2 مليار دولار)، إضافة لاقتراح صندوقي (الأقصى، وانتفاضة القدس)، والتبرُّع لهما بـ(250 مليون دولار)، عام 2000م، وكذا تقديم العون للاجئين الفلسطينيين، وللمنظَّمات الدوليَّة التي تُقدِّم لهم الرعاية كـ(الأنروا).

*****

* واللافت والرائع في هذا الإطار أنَّ الدعم السعودي لــ(فسطين وأهلها الطيبين) لا يقتصر على الجانب الحكومي، فـ(السعوديون) بمختلف أطيافهم وأعمارهم يحضرون بفعاليَّة من خلال حملات شعبيَّة متتابعة جمعت خلال السنوات الماضية (المليارات من الدولارات)، شارك فيها حتَّى أطفال المدارس، ولعلَّ آخرها الحملة التي انطلقت قبل أيام لإغاثة (غَزَّة)، والتي جمعت حتَّى كتابة هذا المقال أكثر من (400 مليون ريال)، والتي سبقها جهود عظيمة ونوعيَّة تبذلها القيادة السعوديَّة لإنقاذ أهل غَزَّة، مازالت تُكثِّف اتصالاتها ولقاءاتها على الصُّعُد كافَّة.

*****

* وهنا الجهود والعطاءات السعوديَّة لنصرة ومساندة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة ثابتة وفاعلة ومتواصلة على أرض الواقع، فيما بعض الدول والأنظمة لا تمتلك إلَّا الظواهر الصوتيَّة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. أما أولئك الذين ينشطون في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل محاولين استغلال (أحداث غَزة)؛ للإساءة لـ(المملكة وأبنائها)؛ فصدقوني فلسطين وشعبها آخر اهتماماتهم، فالعقيدة التي يؤمنون بها، والتي تقود أولوياتهم استغلال الأزمات لتمرير أحقادهم ضدَّ (مملكة الإنسانية)، والتشكيك في مواقفها الصادقة.

*****

* أخيرًا دعم المملكة حكومةً وشعبًا للقضايا العربيَّة والإسلاميَّة حَقُّهُ أنْ يصل للعالَـم الخارجي، ولاسيَّما عامَّة العرب والمسلمين في صورته النزيهة، وذلك عبر إستراتيجيَّة إعلاميَّة تستهدف القنوات والمنصَّات الكُبْرَى في كلِّ دولة بأفلام وبرامج وثائقيَّة، كما أقترحُ في هذا الإطار معرضًا دوليًّا متنقلًا بين عواصم الدول، يرسم بالصوت والصورة والمرئيات معالم ذلك الدعم، تصاحبه ندوات علميَّة متخصِّصة، وهذا ليس مِنَّةً أو تَمَلُّقًا، بل لأنَّ الإعلام -اليوم- قـد أصبح وغَدا وأمْسَى سُلطةً أولَى، وقوَّةً ناعمةً لا بُدَّ مِن كسبهـا لمواجهة ومحاصرة موجات التَّزوير، وذلك بإظهار الحقائق، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store