Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

الأصدقاءُ.. وتقدُّم العمر

A A
ربَّما أرى نفسي الأكثرَ نشاطًا في مجال العلاقات الإنسانيَّة، والصداقة أهمُّ علاقة في حياة الإنسان، فمع الأصدقاء تجد متعة الصحبة -في أغلب الأحيان- ما لم تشوِّهها المصالح، وهي في الأغلب من طباع النفس السيِّئة، والتي ربَّما تحملها بعض النفوس، ولكن يمكن التغلُّب عليها بعدم محاسبة الغير، ووضعهم بميزانٍ واحد.

«جِدْ لأخيكَ عُذرًا».. قاعدةٌ بليغةٌ، فربَّما مع بعض المسامحة، وشيء من التطنيش، يجعل الأمور تعود لطبيعتها، وتستمر الحياة.

كبرنا، وما كان بالأمس يغضبنا، أصبح من الماضي.. لا أدري، لماذا خطرت لي الكتابة عن الأصدقاء.. ربَّما مقابلة الصديق عبدالكريم السحيمي (أبو باسل) بدون موعد بمطار المدينة، أحيت لديَّ الذكريات مع صديق -ما شاء الله- ابتسامته مرسومةٌ على وجهه دائمًا، مرحِّبةً بك من القلب، فتشعر بها.. تلك الابتسامة الصادقة جمعتنا معه وبعض الأصدقاء، لأكتب عنهم اليوم؛ لأنَّهم خليطٌ متجانسٌ من الحبِّ والوفاء والتَّسامح.. فإذا عرفتَ آل عويض منصور وإخوانه، تجد فيهم نموذج الطِّيبة، وسعة الصدر، وإذا ذهبت للثنائي فيصل وعايض المطيري، تجد التَّمازج بالكلمة والصوت، ونكتة المكان بمعارضة محمد سالم المستميتة بالعناد، وهناك المُعلِّم محمد مرشود، وبالطرف الآخر أبناء جُهينة مبارك، وفهد وعبدالرحمن، موجودون -دومًا- في قلب هذا الفريق، جمعتنا كرة القدم عبر فريق حي السحمان، وهؤلاء يمثِّلون غالبية أعضاء القروب الذي جمعهم العوفي عبدالعزيز، لاسترجاع الذكريات، وجلسة ما بعد المغرب مع التَّميز والشاي ببيت الرئيس عويض.

كنا شباباً وكبرنا، ولكنَّ الجميل استمرار العلاقات وعودة الاجتماعات، لتذكر الماضي بعيداً عن مصالح الحياة؛ لأنَّ الحبَّ والصداقة لا تقدران بثمن إنْ فهمناهما كما ينبغي.

ولن أنسى ناصر الهلالي وفرحته مع كلِّ هدف كُنَّا نُحرزه، ومعارضة طراد النصراويِّ لهذه الأهداف، واتِّهامه لنا دائمًا بأنَّنا نغشُّ، فتأتي الردودُ ليشتعلَ القروب بالذكريات الجميلة.

* خاتمة:

العلاقاتُ الصادقةُ القائمةُ على الحبِّ الحقيقيِّ لا تعرف منطقة أو قبيلة، فهي الأساس في كلِّ شيء، وهذا ما يُميِّز مجتمعنا.. والعنصريَّةُ داءٌ يقضي على كلِّ صداقة.. ولا أنسى صداقتنا مع الكاتب الكبير عبدالله السحيمي، فقد كانت أيامنا معه حلوةً بالجلوس في منزله، والاستماع لأفكاره عندما كان شابًّا ببداية كتاباته في إحدى الصحف، فهو أيضًا إحدى قامات حيّ السحمان الكبار، الذي كافحَ ليكونَ اسمًا بارزًا في المجتمع التعليمي والأدبي.

أدام الله علينا هذه العلاقات الصادقة، والمحبَّة الخالصة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store