Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
طارق علي فدعق

أديـــــــــــــر

A A
هذا المقال عن طائرة.. والعنوان هو كلمة عبرية بمعني «القوي»، وهي إحدى أسماء الله في لغتهم.. ويطلق على أحدث مقاتلة في الأسطول الجوي للقوات الجوية الإسرائيلية «هيل هاف إير»، وتملك إسرائيل حوالى خمسة وسبعين طائرة منها.. وهي أحدث مقاتلة أمريكية من طراز «إف 35»، ولكنها معدلة ببعض التعديلات التي أضافها قطاع الصناعات العسكرية الإسرائيلية المكون من شركات متعددة، وأهمها شركة «إل بيت» ElBit.. وللعلم فقطاع الصناعات العسكرية الإسرائيلية يتخصص في تصميم وتصنيع تقنيات التحكم، والتجسس، والمراقبة، والتصويب، والتسليح بشكل عام في البر، والبحر، والجو، والفضاء في السوقين المحلي والدولي.. وبالرغم من اعتراض بعض الجهات في الولايات المتحدة على إجراءات التحديث الإسرائيلية على تلك الطائرة، بسبب المخاوف من تسرُّب بعض التقنيات الأمريكية إلى الصين، فقد تم تطبيق التعديلات التي تشمل العديد من التطبيقات الإلكترونية للملاحة والتصويب والتشويش، كما تم إجراء بعض التعديلات على منظومة تسليح الطائرة.

جدير بالذكر أن اسم الطائرة الإف 35 عالمياً هو «لايتننج 2».. ولكن الاسم الإسرائيلي «أدير» يعكس ممارسة قوات الجو الإسرائيلية على إطلاق أسماء عبرية على جميع الطائرات الأمريكية التي امتلكتها عبر التاريخ، وكلها تختلف عن الأسماء أو التي تطلقها الشركات المصنعة.. الإف 15 اسمها الدولي «إيجل» أو النسر، وأما اسمها العبري فهو «باز»، بمعنى الصقر.. ومقاتلة الإف 16 الشهيرة باسم «الفالكون» أي الصقر، اسمها العبري «صوفا» أي العاصفة.. ومقاتلة الإف 4 الشهيرة باسم «الفانتوم»، اسمها العبري «قرناص» أي الشاكوش الثقيل.. وطائرة الإي 4 الشهيرة باسم «سكاي هوك» أطلقوا عليها الاسم العبري «ايتز» وهو من أنواع الصقور.. ونعود لطائرة «أدير»، فنجد أنها تتميز بكونها من مقاتلات الجيل الخامس، أي أنها الأحدث عالمياً.. وللعلم فهي ليست الأسرع، ولا الأفضل في قدرات المناورة، ولا في حمل الذخائر، ولا في الفعالية الاقتصادية.. ولكنها تتميز في تقنيات التخفي من أجهزة الرادارات المختلفة مهما كانت متقدمة، وفي المراوغة من أي مخاطر، سواء كانت مقاتلات أو صواريخ، وفي الهبوط والإقلاع من أصعب الأماكن، وفي قدراتها لتكون منظومة عسكرية متفوقة.. وتتفوق أيضاً في دقتها في التصويب ضد الأهداف.. وهنا نحتاج إلى وقفة تعجُّب، فالاتقان في التصويب يهدف إلى إصابة الأهداف بدقة، وتفادي الأضرار الجانبية، وأهمها المدنيين العُزَّل.. ولكن مَن يُتابع العمليات الوحشية ضد غزة، سيجد أن عملياتها تستهدف الأهداف المدنية بدون أي اعتبارات للأضرار الجانبية، بل إن ضرب المدنيين أصبح ضمن الأنشطة اليومية لعمليات القوات الإسرائيلية من البر والجو.. وتذكرنا هذه العمليات البشعة بمجزرة مدرسة «بحر البقر»، التي تقع في محافظة الشرقية في شمال شرق القاهرة.. ففي 8 أبريل 1970 استلمت القوات الإسرائيلية أحدث طائرات الفانتوم «القرناص» الجديدة، التي كانت مصممة للقتال الجوي وقذف القنابل.. وقررت أن تفرد عضلاتها بضرب أهداف في عمق مصر الشقيقة، فقصفت المدرسة أثناء فترة الدراسة.. وتسبَّبت تلك العملية في وفاة وجرح أكثر من مائة طفل.

* أمنيــــة:

من الصعب أن نتخيل أن تصمم أسلحة حديثة متطورة لقتل المدنيين في هذا الزمان، وأن تكون الأهداف المدنية من بشر وحجر ضمن دواعي استخدام الطائرات العسكرية المتقدمة مثل «أدير».. فهي لا تمثل شطارة بأي تعريف في أي مكان وزمان.. أتمنى أن تتوقف هذه المجازر المخزية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهو من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store