Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

نجاحات تعليمية.. تسعد أهالي نجران

A A
لم تكدْ تمضِ سوى أيَّامٍ قلائلَ على فوز المعلِّمة نورة هادي آل سرور -من إدارة التَّعليم بمنطقة نجران- بجائزةِ «فاركي» العالميَّة، ضمن أفضل 50 معلِّمًا متميِّزًا على مستوى العالم للعام 2023 -وهو الخبر الذي أسعد كافَّة أهالي المنطقة، وطمأنهم بأنَّ مستقبل أبنائهم بخير، وفي أيدٍّ أمينةٍ- حتَّى حملت وسائلُ الإعلام نبأً آخرَ ضاعفَ من مقدار الفرحة، وزادَ معدَّلات التفاؤل بين المواطنين، وذلك بحلول جامعة نجران في المركز الـ120 على مستوى الجامعات العربيَّة، وفق تصنيف «التايمز» المرموق.

بدايةً، فإنَّ فوز المعلِّمة آل سرور بالجائزة يُعدُّ إنجازًا في غاية الأهميَّة؛ لأنَّ المعلَّمة المذكورة نالت هذا التَّقدير العالميَّ من بين ما يزيد على 7 آلاف مرشَّح من المعلِّمين والمعلِّمات من 130 دولة حول العالم، حيث جرى تكريمها في الحفل الذي أُقيم بمنظَّمة اليونسكو. كما أنَّ تلك الجائزة الدوليَّة الخاصَّة بالتَّعليم، والتي تمنحها مؤسَّسة (فاركي جيمس) بالتَّعاون مع منظَّمة اليونسكو، تمثِّل اعترافًا بأهميَّة التَّعليم كمهنة، وتُشجِّع على الامتياز والتفوُّق.

وأنْ يتمَّ اختيار هذه المعلِّمة الفاضلة لهذا التكريم الكبير، فإنَّ ذلك يعني أنَّ جهودَ العاملين في مجال التَّعليم لن تضيعَ سُدى، وأنَّها تجدُ التَّقدير الكامل من القيادة الرَّشيدة التي هيَّأت للمعلِّمين كافَّة أسباب التَّجويد والتفوُّق. كما أنَّ هذا التَّكريم يحملُ دلالاتٍ أُخْرَى في غاية الأهميَّة، في مقدِّمتها أنَّ مسيرة التَّعليم في المملكة تمضي وفق خططٍ مدروسةٍ، وأنَّ المستقبل سيكون مشرقًا -بإذن الله- أمام أجيالنا المقبلة، ما دامت هناك كوادرُ تبذلُ الجهدَ لأجل الوصول للغايات المنشودة.

والمعلِّمةُ آل سرور لم تحقِّق هذا النجاحَ عن طريق الصُدفة أو بضربة حظٍّ، بل كان ذلك تتويجًا لجهودٍ ضخمةٍ ومتواصلةٍ منها على مدى سنوتٍ طويلةٍ، وجاء نتاجًا لرحلةٍ عامرةٍ بالنَّجاح والتفوُّق شهدت فوزها بالعديد من الجوائز التي رفعت بها اسمَ الوطن على الصَّعيد العالميِّ، فقد فازت من قبل بجائزةِ المركز الأوَّل لأفضل عمل للتَّصميم التقنيِّ التعليميِّ على مستوى الشرق الأوسط، وجائزتين ذهبيَّتين للابتكار بروسيا واليابان، وجائزة التواصل التعليمي العالمي، حيث حقَّقت المركز الثَّاني عالميًّا بسياتل أمريكا، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وجائزة التميُّز التعليمي الإنساني مجلس العالم الإسلامي (ICDR)، وغيرها من الجوائز، كما شاركت بأوراق عمل وأبحاث في العديد من المحافل والمؤتمرات والمعارض المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة، وهي عضو في منظَّمات وهيئات محليَّة وعالميَّة معتمدة، على الصعيدين التعليمي والإنساني.

على صعيد متَّصل، فإنَّ المركز المتقدِّم الذي أحرزته جامعة نجران بحلولها في المرتبة الـ120 على مستوى الجامعات العربيَّة، والمرتبة الـ13 على مستوى الجامعات السعوديَّة، هو إنجاز يُضاف إلى سلسلة من الإنجازات المتتالية التي تحقِّقها الجامعةُ؛ ممَّا يعكس جهودها البحثيَّة واهتمامها بنوعيَّة الأبحاث التي تخدم جودة التعليم.

وممَّا يجدر ذكره، أنَّ الجامعة انتزعت هذا المركز من بين مئات الجامعات على مستوى الوطن العربي، لا سيَّما أنَّ تصنيف التايمز يراعي كافَّة المعايير العالميَّة، ويأخذ في الوقت ذاته بعض المقاييس الجديدة التي تعكس ميزات ومهامَّ الجامعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يتمُّ الحكمُ على الجامعات وفق مؤشرات أداء مختلفة تشمل التَّدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، والتوقُّعات الدوليَّة، والاقتباسات العلميَّة؛ لتوفير المقارنات الأكثر شمولًا وتوازنًا بين الجامعات.

وخلال السنوات الماضية، حققت الجامعةُ تقدماً ملحوظاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، حيث شاركت في أربعة معايير رئيسة لأهداف التنمية المستدامة، ونجحت في تحقيق تصنيفٍ متقدمٍ في مجالات: الصحة، والرفاهية، وجودة التعليم، وتمكين المرأة، والشراكة مع المجتمع.

هذه النجاحات المتتالية على الصعيد التعليميِّ تحملُ العديد من المكاسب، فهي ترفعُ اسمَ نجران على الصعيدين الإقليميِّ والعالميِّ، وتجعل اسمَ المنطقة يتردَّد على كثير من الألسن، والأكثر أهميَّة من ذلك أنَّها تبعث برسالة طمأنة للمواطنين بأنَّ مستقبل أبنائهم سيكون مشرقًا -بإذن الله-، ويؤكِّد في الوقت ذاته أنَّ الأهداف التي رسمتها القيادةُ الرشيدةُ على هدي رؤية المملكة 2030، سوف تتحقَّق جميعها -بإذن الله- وعلى كافَّة الأصعدة والمستويات، وذلك بسبب التَّنفيذ الدقيق للأهداف العُليا التي تمَّ تحديدها بواقعيَّة، ووضعت لها آليَّات التَّنفيذ المناسبة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store