Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«إخوانكم».. جمعيَّة اجتماعيَّة متخصِّصة

A A
أُتيحتْ لي فرصةُ اللقاء بأحدث جمعيَّة اجتماعيَّة متخصِّصة هي جمعيَّةُ «إخوانكم» لتمكين الأيتام، وقد كانَ اللقاءُ موسومًا بمتخصِّصين في مجال الأيتام وذوي الخبرة، وقد افتتح اللقاء بكلمة ترحيبيَّة من نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ وليد إبراهيم السبيعي، ثُمَّ كانَ الحديثُ من المتخصِّصين. وكنتُ بصحبة مجموعة من روَّاد العمل الاجتماعي الدكتور جمال وزنة، والكابتن بدر العليان، والكابتن نبيل البكري، والأستاذ إبراهيم العبدلي. والجمعيَّةُ تختلفُ في أهدافها ومقاصدها ومهامِّها عن بقيَّة ألوان الجمعيَّات الاجتماعيَّة الأُخْرَى التي لها علاقةٌ بالأيتام، منطلقةً من قوله تعالى (وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ)، متَّخذةً من ذلك استهداف إنشاء أخوة مع أفراد مؤهَّلين من المجتمع المحليِّ وسيلةً لتنامي صداقة استشاريَّة عبر منهجيَّات وآليَّات علميَّة وتربويَّة متقدِّمة، على غرار الجمعيَّة التطوعيَّة في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة والتي عمرها قارب -الآن- التسعين عامًا، وعُرفت باسم الأخ الأكبر (Big Brather).

إنَّ ما سمعناهُ من شرحٍ من رواد هذا العمل الاجتماعي، إنما هو تأسيسٌ لنظامِ أخوةٍ اجتماعيةٍ يساعد على تمكين اليتيم فاقد الرعاية الوالدية، ويوفر له الدعم النفسيَّ والعاطفيَّ والاجتماعيَّ والتربويَّ، وتسهيل دمجه في المجتمع من خلال أخوة مع أفراد مؤهلين من المجتمع، لا شكَّ أنَّ الهدفَ ليس دعمًا ماليًّا بقدر ما هو دعمٌ معنويٌّ اجتماعيٌّ، ولكنْ هناك خطواتٌ ومبادراتٌ عملتها الجمعيَّة من خلالها يكون الجذب للقبول لدى الأيتام، مثل تأمين أنشطة تموينيَّة للمشروعات، كما أنَّه يمكن مساعدتهم في التَّوظيف كوسيلة جذب كذلك؛ لأنَّ الأيتام في العمر المتقدِّم قليلًا قد يكون إقبالهم ضعيفًا على مثل هذا النشاطِ الاجتماعيِّ، إلَّا إذا كانَ مقرونًا هناك بمرغِبات ومحفِّزات.

مثل هذه الجمعيَّة النوعيَّة المتخصِّصة تمثِّلُ السندَ الاجتماعيَّ الذي وصَّى اللهُ به في قوله تعالى (فَإِنْ لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)، وأخوة الدِّين هي أقوى روابط الأخوة التي يستشعر بها الأخُ الأكبرُ للقيام بواجباته نحو أخيه الأصغر، فاقد الرِّعاية الوالديَّة، فيجب توعية المجتمع بدور مثل هذه الجمعيَّة المتخصِّصة من خلال مبادرات «أخويَّة» اجتماعيَّة كأفراد، ليكون لكلِّ أخٍ كبير في المجتمع أخُ أصغرُ من الأيتام، يشاوره، ويتواصل معه، ويمكِّنه من أسباب الحياة، وكذلك لكلِّ أخت كبيرة في المجتمع أختٌ أصغرُ من اليتيمات تشاورها، وتتواصل معها، وتمكِّنُها من أسباب الحياة؛ ليُعدُّ عملًا إنسانيًّا رائعًا. وهكذا نكونُ مجتمعًا متراحمًا كما أراد اللهُ -سبحانه وتعالى- تتمثَّلُ فيه الإنسانيَّات، وتتمُّ فيه المعايشات بين النفوس، يعضِّدُ بعضها بعضًا، ونكسب خيرَي الدُّنيَا والآخرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store