Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

للإجازة.. طَعْم نورة

A A
الأختُ نِعمَةٌ مِن نِعمِ اللهِ على الأسرةِ.. نكبرُ وتظلُّ الأختُ أيقونةَ الفرح داخلَ أسوارِ منزل الأمِّ.. فهي الحنونةُ، وهي الراعيةُ لأمِّها، وهي السندُ لإخوانها وأخواتها.. وهي بسمةُ السعادة لأمِّها.

تبتعدُ الأخواتُ بعدَ الزَّواجِ حسب ظروفِ الحياةِ، ولكنَّ الأشدَّ اشتياقًا؛ الأشدَّ ابتعادًا عندما تنتقل لمدينة أُخْرَى.. فتبعدُ المسافاتُ، ويئنُ القلبُ لوعةً وشوقًا ولهفةً؛ انتظارًا للمناسباتِ السعيدة، ولعل الإجازةَ المدرسيَّة إحدى هذه المناسباتِ التي يرتوي بيتُ الأسرةِ بها، إذا سمحت الظروفُ بقدومِ الأحبةِ، والأخت أوَّلهم.

فتأتي مع أولادها، ويمتلئُ بيتُ الأسرةِ ضجيجًا بطعم أوركسترا موسيقيَّة؛ تجعلُ الليلَ نهارًا، ويحلو السمرُ ببيت الجدَّةِ الذي لا ينام.

أختي نورة، هي أيقونةُ الفرحِ ببيتِ الوالدة، ننتظرُ الإجازاتِ ليصبحَ بيتُ أمِّي أكثرَ نورًا بوجود نورة.. الكلُّ يضعُ لها قلبًا.. الكلُّ يدركُ مقدارَ الفراغِ الذي تركته منذُ زواجها، وانتقالها إلى خارج المدينة؛ لظروفِ عملِ زوجها.

بيتُ الوالدةِ بوجود الإخوان والأخوات هو مكانُ الالتقاءِ اليوميِّ للجميع، فمع كلِّ اثنين وخميس يزدادُ اللقاءُ بوناسةِ الأحفادِ، الذين يؤكِّدُونَ أنَّه يومهم المفضَّل مع صيامِ جدَّتِهم -أمدَّها اللهُ بالصحَّةِ والعافيةِ- وشوربةُ الجدَّةِ التي تعوَّدنا أنْ لها مذاقَ رمضان، وأيَّام رمضان.

قد ينعمُ بيتُ الجدَّةِ بشيءٍ من الهدوءِ ببقيَّةِ الأيَّام، ولكنْ إجازة نورة وأولادها تقلبُ البيتَ إلى حياةٍ دائمةٍ، ففي كلِّ الأوقات هناك صوتٌ، وهناك حركةٌ، وهناك شيءٌ يُحرِّكُ الأشجانَ بيومٍ أجمل من سابقهِ.

اتَّفقَ الجميعُ على طيبتها، وعلى سعةِ صدرها، بل على بياض قلبها؛ لأنَّها تحبُّ الجميعَ بمقدارٍ واحدٍ، فهي عمَّةُ الأولادِ، وخالتُهم.. هي نورة وكفى.

هي الابنة البارةُ، مثلها مثل بقية الأخوات، ولكن ربما لها مكانةٌ أكثر عند أمنا؛ لأنها الغائبةُ الأكبرُ عن بيتها أغلب أوقاتِ العام، ونشعرُ يومَ سفرها بحزنٍ خفيٍّ يخيمُ على قلبِ أمنا، ونشعرُ بمزيدٍ من السعادةِ في وجهِ الوالدةِ عند قدومها، رغم أنَّ الأخوات جميعاً مع أمهم بنفس مقدار البرِّ، ولكنْ للغيابِ لوعةٌ لا يشعرُ بها إلا الأمهاتُ نحو أبنائهنَّ.

إذا أتت تهتمُّ بأدقِّ التَّفاصيل، ترى أشياءَ قد لا نراها، أو نكونُ غافلِينَ عنها، وبهدوءٍ تكون لها اليدُ الأولى بدونِ نقاشٍ بإكمالِ ما يلزم.

* خاتمة:

شقيقاتي وأخواتي بنفسِ طيبةِ القلبِ، سعادتهنَّ هي سعادتُنا، والأسرة دومًا تعتمدُ على الأخوات في لمِّ شملِ العائلةِ، فهنَّ الأساسُ بالتَّواصلِ والتَّربيةِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store