يُعرض حاليًّا الفيلم الأمريكي «نابليون» في دور العرض السينمائي بالسعودية. وهو دراما تاريخية تهدف إلى استكشاف حياة نابليون بونابرت، أحد أبرز الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل. تتمحور أحداثه حول الصعود السريع لملازم بونابرت في سلاح المدفعية، وكيف استخدم ذكاؤه وموهبته العسكرية ليتحوَّل من ضابط إلى جنرال في الجيش الفرنسي، وشخص ذي نفوذ حتى أصبح إمبراطورًا لجمهورية فرنسا، لينتهي به المطاف منفيًّا على جزيرة نائية، حيث يموت منعزلًا وهو لا يزال في منتصف العمر. استخدم الفيلم الثورة الفرنسية والاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها فرنسا كخلفية للأحداث في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وهي فترة مؤثرة في تاريخ أوروبا، إلى حد بعيد والعالم الغربي بشكل عام، يؤدي الممثل خواكين فينيكس دور نابليون بمهارة عالية، وعلى الرغم من وجود عيوب في بناء السيناريو وسرد وربط الأحداث، إلَّا أنَّه استطاع أن يقدِّم المراحل المختلفة لتطور الشخصية، بكافة مكوّناتها من الجنون والعظمة والعشق والضعف والطموح الذي لا ينتهي، علاوة على التوازن بين هذه الصفات المتناقضة .
ويمثل حب نابليون المجنون لزوجته جوزفين، قصة حب شهيرة تتشابك فيها العواطف بين العشق والهوس والخيانة، وقد نُوقِشَت بشكل وافر في العديد من الدراسات التاريخية، وتباينت آراء المؤرخين حولها. وفيما صنَّفها البعض كقصة حب عذرية، اعتبرها آخرون زاوجًا قائمًا على المصالح. علاوة على ذلك تميَّز الفيلم بلغة بصرية عالية ساحرة ومذهلة ومشاهد حربية صممت بتفاصيل دقيقة، ممَّا جعل الجمهور يشعر كما لو كان في خضم الاشتباكات جنبًا إلى جنب مع الجنود، وخاصة في معركة أوسترليتز في عام 1805 حيث هُزِم نابليون الجيشين النمساوي والروسي، ورغم أنَّها كانت العنصر الوحيد الجاذب في الفيلم، لم تساهم في دفع الأحداث إلى الأمام. وما زاد الطين بلة عدم امتلاك الشخصيات الرئيسة عمقًا كافيًا، فأصبحت الكثير من الأحداث غير مفهومة أو حتى مبرَّرة دراميًّا.
