Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

المهم.. رشِّحوه!

A A
تشهد الغرفة التجاريَّة بالمدينة المنوَّرة انتخاباتِ أعضاء الغرفة بنظام المجموعات، لدورة جديدة هذا الأسبوع، ٤ ديسمبر 2023.. حِراكٌ انتخابيٌّ من أجل الفوز.

«دلُّوني على السوق.. الابتكار.. المناخة».. أسماء مبتكرة لدعاية لن تُجدي معها أصواتُ النَّاخبين نفعًا؛ إلَّا باختيار الأفضل، وربَّما ينظر البعض للانتخابات على أنَّها «بريستيج اجتماعي» لعضو الغرفة التجاريَّة، أكثر ممَّا هو «عملٌ مهنيٌّ» لصالح الجميع.

فدومًا بالعُرفِ التجاريِّ، التَّاجرُ يبحث عن مصلحته، ثم يُعطي مَن حوله بقيَّة المنافع -إنْ وُجدتْ-.

التَّجارُ في هذا الزمن -إلَّا من رحم اللهُ- ليسوا ممَّن يُؤْثِرُون عَلَى أنْفُسِهم، وَلو كَانَ بِهمْ خَصَاصَة.

طبعًا.. كلٌّ يبحث عن مكاسبه، وهذا حقٌّ مشروعٌ، وكثير منهم -أيضًا- له في وجوه الإحسان والخير الكثير.. ولكن الانتخابات في زمننا هذا في أغلبها بطريقة: «أنا وأخي على ابن عمِّي، وأنا وابن عمِّي على الغريب».. وفي كلِّ الأحوال لم يصل الكثيرُ من المواطنين أو التُّجار البسطاء ممَّن لهم سجلٌ تجاريٌّ للمفهوم الصحيح لثقافة الانتخابات، ومَن ينتخب؟ وماذا سيُقدِّم؟. لن أختار الأفضل.. ولكن سأختار الأقرب من العمومة، أو من القبيلة.

لدينا قروب أغلبيَّة أعضائه ينتمي إلى قبيلة بعينها، فأرسل أحدهم اسمَ مرشَّحٍ من جماعته، فتساءل البعضُ مَن هو؟ لا نعرفه، رغم أنَّه من القبيلة.. فردَّ عليهم المُرْسِلُ: ما عليكم، المهم رشِّحُوه.. نعم هذه ثقافة الانتخابات لدى الكثيرين، رشِّح ابن القبيلة، وبدون مناقشة!.

السؤالُ العريضُ بصفتي لستُ تاجرًا.. وربَّما سأمتلك سجلًا تجاريًّا في المستقبل القريب:

ماذا قدمت الغرفة التجارية لمنسوبيها؟.. وما هي التسهيلات التي تقدمها لصغار التجار، أو للفرد العادي الذي أراد الدخول لباب رزق كريم ببقالةٍ، أو مقهى، أو حتى بيع غنمٍ؟!.. في الحقيقة، لا أعلمُ، ولكن أجدُ الكثيرينَ يشتكونَ من الرسوم والغرامات التي تأتي من بعض الجهات.. ماذا لدى الغرفةِ التجاريةِ من حلولٍ لحماية صغار التجار؟.. البعضُ يجتهد ما استطاع لعمل سجلٍ تجاريٍّ، ثم يدفعُ ما لديه؛ ليقفل هذا السجل.

أعضاء الغرفة المرشَّحين: ماذا لديكم من أفعال وليس أقوالًا؛ ليقتنع ابن العم أنْ يترك ابن عمِّه ليُرشِّحكم؟!.. هذا هو السؤال المهم في العمليَّة الانتخابيَّة برمَّتها.

خاتمة:

أعجبني اسم «المناخة»؛ لأنَّه ذو مدلولٍ تاريخيٍّ كبيرٍ، ولا يعني هذا، أنَّ الاسمَ هو كلُّ شيءٍ، فـ»دلّوني على السوق»، شعارٌ أيضًا جميلٌ، ولكنِّي أخشى أنْ أضيعَ بالسوقِ، وكل ما أتمنَّاه أنْ أجدَ ابتكارًا يُقدِّمه لي المُرشَّح، ليُخرجني من كلِّ هذا الإحراج.. وأُرشِّحه!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store