نافذة سعوديَّة على الفنون الأرجنتينيَّة

عندما أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائيَّة، فعاليَّات (العروض الأرجنتينيَّة)، لاقت إقبالًا كبيرًا وترحيبًا ثقافيًّا من السعوديِّين، نظرًا لما تحمله الفعاليَّات من تبادلٍ ثقافيٍّ، ومن قيم التَّعرف على ثقافة الآخر وقبولها، وحُسن تلقِّيها واستقبالها، وهو الهدف الذي من أجله أقامت هيئة المسرح والفنون الأدائيَّة تلك الفعاليَّة؛ التي استهدفت من ورائها رفع مستوى الوعيِّ الثقافيِّ بالمسارح والفنون الأدائيَّة لدى المجتمع، وإثراء المحتوى الثقافيِّ عبر اجتذاب تلك العروض من مختلف دول العالم، وتعريف ثقافات العالم بجمهور المملكة وثقافته.

والحقيقة أنَّ (العروض الأرجنتينيَّة)، التي أنهت فعاليَّاتها مؤخَّرًا، نجحت في تقديم فنون أدائيَّة، ولوحات استعراضيَّة متنوِّعة مـن الأرجنتين وأمريكا الجنوبيَّة، منها عرض (بوينس آيرس) الذي يجري عبر مشاركة شقيقين توأمين في استعراض على نمط رقصة (الميلونجا)، التي نشأت في مدينة (ريو دي لا بلاتا) الأرجنتينيَّة، وتعتمد على الأداء الحماسيِّ الصَّاخب، والإيقاعات الرَّاقصة.. وكذلك عرض (باتاغونيا) الذي يروي من خلال الفن الأدائيِّ قصَّة الأمريكيِّين الجنوبيِّين و(الجاوتشو)، وشغفهم بالخيول في الأراضي والأنهار الجليديَّة، معتمدًا على الآلات الإيقاعيَّة، والأداء المبهر، والألحان الصَّاخبة التي تعكس خصوصيَّة البيئة اللاتينيَّة، إضافةً إلى تقديم عرضٍ أدائيٍّ لقصص كلاسيكيَّة منها (سندريلا)، و(أليس في بلاد العجائب)، و(الغابة)، وعروض للسيرك، وألعاب خفَّة اليد، وعروض الفنون المعاصرة، وما تشمله من استعراضات (الهيب هوب)، والمهارات البهلوانيَّة، والقفز على (الترامبولين)، وغيرها من الاستعراضات والفنون الأدائيَّة المختلفة التي يتميَّز بها الشعب الأرجنتينيًّ في أقاليمه المختلفة.

وخلاصة القول، إنَّ العروض الأرجنتينية جاءت أكثر إبهاراً وإمتاعاً مما تخيل الكثيرون، حيث إنَّ العروض والفرق المشاركة والمعارض المصاحبة، تمَّ انتقاؤها بعنايةٍ؛ لتقدم فنونها بإتقانٍ ومهارةٍ واحترافيةٍ، وهو ما يجب أنْ نشكر عليه وزارة الثَّقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائيَّة، على حرصهما واهتمامهما باختيار كل التَّفاصيل التي تواكب المستوى العالميَّ في تقديم العروض، والعمل على رفع مستوى الوعي الثقافيِّ بالمسارح والفنون الترفيهيَّة، وإثراء المحتوى الثقافيِّ من خلال إقامة عروض أدائيَّة من مختلف دُول العالم، إضافةً إلى جذب وإلهام الجمهور، مع تحقيق أعلى معايير الجودة.