Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

(بدايتها كذا)..!

صدى الميدان

A A
* التَّوعية المجتمعيَّة ضرورة تفرضها طبيعة المتغيِّرات الحياتيَّة، فمع كلِّ جديد حادث تأتي (التَّوعية) مواكبةً لذلك، فيما تظل (التَّجربة) هي مَن يبرز المزيد من الجوانب التي تحتاج إلى (التَّركيز) عليها في جانب التَّوعية، وأجدى التَّوعية تلك التي تنطلق من منطلقات (علميَّة)، ودراسات اجتماعيَّة، خلصت إلى ما أنا بصدد الحديث عنه في مقال اليوم.

* فمنذ الأسبوع الماضي، أصبح ممَّا يتردَّد على الألسن، وتشاهده الأعين، عبارة (بدايتها كذا)، وهو عنوان لا شكَّ أنَّه يثير لدى المتلقِّي تساؤلات عن ماهيَّة هذه العبارة، وماذا يُقصد بها؟ ومن أين جاءت؟ وإلى ماذا تهدف؟

* وهي في واقع الحال تساؤلات مشروعة، لا أهم منها إلَّا (الإجابة) عنها، وإدراك أبعادها، وأجمل من كلِّ ذلك (تمثل) هدفها كواقع (ممارسة) حياتيَّة، حتَّى لا تكون النهاية كما هو تحذير بدايتها كذا: الوقوع في دائرة (الاحتياج).

* فمن أين جاءت (بدايتها كذا)؟ وما هي الأرضيَّة التي انطلقت منها؟ حيث تكشف (الإجابةُ) دورًا ملهمًا لجمعيَّة (نماء الأهليَّة)، الجمعيَّة التي حقَّقت الرِّيادة في مجالها، والسَّبق في ميدان (التَّوعية) المجتمعيَّة من خلال إطلاقها لحملة: (بدايتها كذا).

* وهي حملة هدفها توعية، وتثقيف المجتمع من الوقوع في دائرة (الاحتياج)، تلك الدائرة التي خلصت إليها الجمعيَّة كنتاج لدراسة امتدَّت لأكثر من عشرة أعوام، لجمعيَّة يبلغ عدد المستفيدين لديها أكثر من 116 ألفَ مستفيدٍ، يشكِّلُون أكثر من 25 ألفَ أُسرةٍ، وهذا ما يؤكِّد على ذلك البُعد (التثقيفيِّ) المهم، الذي تسعى إليه جمعيَّة نماء من خلال إطلاقها لهذه الحملة برعاية، ودعم لا محدود من صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدَّة.

* فما هي (الكلمة) الفصل، التي خلصت إليها الدراسة؟ وبما يكون من نتاجه على الفرد الحماية من (الوقوع) في دائرة الاحتياج؟ تساؤل تجيب عنه الدِّراسة، وهو ما تهدف إليه جمعيَّة نماء من هذه الحملة، وتعمل على التَّوعية بأهميَّته، والتَّثقيف بضرورة امتثاله، واعتماده كمنهج حياة، ذلك هو (الانضباط)، فالانضباط يجب أنْ يكون منطلقه الإيمان الدَّاخلي بأهميَّته، فهو جوهر، وأساس لكل فضيلة، وحياة كريمة، وعدمه (بداية) لنهاية عنوانها: الوقوع في دائرة الاحتياج.

* إنَّ ممَّا يُصعِّب من (استيعاب) تلك البداية، أو يجعلها تمرُّ دون أنْ تبعثَ بإنذارات تحذير أو إشارات تنبيه -والحديث هنا للحملة- أنَّها لا تكون على شكل كارثة ضخمة، ولكنَّها تبدأ بمجموعة أفعال صغيرة (سحبة، تأجيلة، تصريفة، غطة، ختة، تأخيرة، كذبة)، تتراكم، تنخنق، ثم يحدث الفقر.

* (الإهمال) أبو الفقر، مصيدته هو مَن يجلب التَّعاسة لوجود المهملين، لحظة حاسمة كانت تحتاج (لا)، لكن نعم حدثت، ثم تراكمت، ثم كانت النهاية، (الوقوع في دائرة الاحتياج)

* تأكَّد أنَّك بـ(إهمالك) لا تتأخَّر، ولا تضحك على أحد، أنت تتأخَّر، وتضحك على نفسك، تأكَّد أنَّه كان هنالك وقت كان بإمكانك الوقوف عنده، ولكنَّك آثرت الجلوس، غيابك المعتاد، وتصريفات الدوام، والسهر هي اليوم السيَّارة الخالية من البنزين، هي الفواتير، والإيجار الذي لم يُسدَّد، هي ساعات العمل المهمل، فانتبه تصير (نهايتها كذا)، تذكَّر المحك (انضباطك) فعدمه يقرِّبُك من دائرة الاحتياج.

* أرجو صادقًا، وقد وصلت -عزيزي القارئ- إلى هنا، أنْ أكون قد وفِّقتُ في الوصول بك إلى حيث فهم إيش يعني (بدايتها كذا)، والباقي هو أنت، وماذا عليك أنْ تقوم به.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store