Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

«شبابنا» الأول عالميًّا في الذكاء الإصطناعي

A A
في حضور منافسين عالميِّين من أمريكا والهند واليونان وكندا وسنغافورة وبقية دول العالم (40 دولة)، حقَّق شباب وشابَّات المملكة العربيَّة السعوديَّة المركز الأوَّل عالميًّا في المسابقة العالميَّة للذَّكاء الاصطناعيِّ (WAICY)، وكان عدد المتسابقين 18 ألفَ متسابقٍ بين طالبٍ وطالبةٍ، حيث حصدت المملكة في هذا التنافس11 ميداليَّة، تليها أمريكا بـ10 ميداليات، وهذا فيه عدَّة دلالات، أوَّلها وآخرها أنَّ وزارة التَّعليم بالتَّنسيق مع مؤسَّسة موهبة تبذلان جهودًا كبيرةً في إعداد الشباب والشابَّات، ومن ذلك إقامة الأولمبياد الوطنيِّ للبرمجة والذَّكاءِ الاصطناعيِّ الذي يهدف إلى اكتشاف المتميِّزين من طلبة المدارس في التَّفكير الحسابيِّ لتحليل ومعالجة المشكلات البرمجيَّة ذات الطَّابع الخوارزميِّ كخطوة أولى للدُّخول في مجال الذَّكاء الاصطناعيِّ، ومن ثَمَّ تطوير ذلك كمهارة للتَّفكير الحسابيِّ، الذي من شأنه استثمار قدراتهم الذهنيَّة في حلِّ المشكلات؛ ممَّا يقود إلى التَّنافس العلميِّ في الأولمبيادات الدوليَّة في مجال المعلوماتيَّة والذَّكاء الاصطناعيِّ، فهذا الإعداد المُتميِّز والمُسبق من قِبل وزارة التَّعليم وموهبة صنع هذا الفوز، وتمَّ إحراز 11 جائزةً، ومكَّن شبابنا -بعد الله سبحانه وتعالى- من الفوز على شباب كندا وأمريكا وسنغافورة وبقية دول العالم، فشكرًا للقائمين على مثل هذه البرامج، وتهيئة شبابنا وشابَّاتنا للتَّنافس في المجالات العلميَّة الحديثة.

ولا شكَّ أنَّ هذا المجال ليس هو وحده الذي تميز فيه أبناؤنا وبناتنا السعوديون والسعوديات، إنما ينسحب ذلك على التخصصات العلمية الأخرى مثل: الطب، والبيولوجيا، والفيزياء، والكيمياء، والهندسة، والدراسات البيئية وغير ذلك مما تقوم على إعداده وزارة التعليم وموهبة مثل الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي وغيره، ذلك على مستوى التعليم العام.

في المقابل هناك متميِّزُون من طلاب وطالبات الجامعات، ممَّن شارك في المسابقات الدوليَّة، والفوز بالميداليات العالميَّة، وأتذكَّر عندما كنتُ عميدًا لشؤون الطُّلاب في جامعة الملك عبدالعزيز تمَّ إنشاء -ولأوَّل مرَّة على مستوى الجامعات- نادٍ متخصِّصٍ للموهوبِينَ، كان يقوم عليه متخصِّصُون من كليَّة الهندسة في مقدمتهم رئيس قسم الطَّيران -آنذاك- الدكتور إبراهيم علوي، وحقَّقوا للوطن جوائز وميداليات عالميَّة، وممَّن يُذكر له الجهد في هذا المجال عبر التَّعليم العالي وموهبة، وكان رائدًا من روَّاد العلم الدكتور نزيه العثماني من كليَّة الهندسة من جامعة المؤسَّس -رحمه الله- الذي كان فعلًا ذا دورٍ فعَّالٍ على مستوى الوطن، وافتقده الموهوبُون عندما رحل عنهم، وهو في ربيع العمر، فشعرُوا باليُتم العلميِّ.

إنَّ هذا العطاء العلميَّ والتقنيَّ والذَّكاءَ الاصطناعيَّ، والفوز في المشاركات الدوليَّة يجعل السعوديَّة رمزًا علميًّا، ويجعل من اسمها شارةً على التقدُّم والحضارة، بل إنَّ التوسُّع في تطبيق هذه التقنيات في واقع النَّاس في المملكة، من خلال التَّطبيقات والمعالجات اليوميَّة دليلٌ واقعيٌّ على أنَّنا في وطننا الغالي ننعمُ بمعطيات العلم والتَّقنية الحديثة والذَّكاء الاصطناعيِّ، وبالتَّالي ننعمُ بجودة الحياة، وذلك بفضل الله -سبحانه وتعالى- ثمَّ قيادة خطَّطت عبر رؤية ملهمة، رسمَ أبعادَها وصنعَ معطياتِها سموُّ ولي العهد بتوجيهٍ من خادم الحرمين الشريفين -حفظهما الله ذُخرًا للوطن والعلم-.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store