Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

خواطر النَّفس

A A
لا شكَّ أنَّ المنظومة الأمنيَّة في هذا البلد المعطاء يفخر بها، ويحترمها، ويُقدِّرها كلُّ مواطن على أرض هذا الوطن، ولها مساحات مضيئة محل إعجاب الجميع من خارج الوطن العزيز، ولم تكنْ هذه المنظومة بهذا التألُّق والعطاءات المتدفِّقة والنَّجاحات المتواصلة، لولا القيادة الرَّشيدة، وكل مَن يعمل في هذا القطاع، الذي حمل على عاتقه مهمَّة الأمن، فأصبح الجميع يعيش الواقع الملموس، فكان جهدهم الدؤوب وعطاؤهم المتواصل عينًا ساهرة على أمن هذا البلد. فهذه المنظومة الأمنيَّة قامة كبيرة، وتاريخ يحوي العمل والإخلاص لهذا الوطن.

****

يتفاجأ الإنسان في كثير من الأحيان بأنَّ ذاكرته تحتفظ بالشيء الكثير من المشاعر الكامنة في منطقة مضيئة، وليس واضحًا كيف ستُعاد الذِّكرى؛ لأنَّ الأشياء الجميلة قد تأتيك في غير وقتها. نعم، عشنا تلك الذكريات بكلِّ ذرَّة من ذرَّات روحنا ومشاعرنا، عشنا في مكَّة مهبط الوحي، ومنبع الرِّسالات السماويَّة بالفرح والطمأنينة، هذه البقعة التي قُدِّر لها بأنْ تكون قبلة المسلمين، ومولد خير المرسلين، فسطع نورها ليُضيء الكون، تهفو إليها القلوب بكلِّ مشاعرها؛ لأنَّها في الوجدان محل الرُّوح، ومهما بعدنا نعود لصفائها، ولأرضها التي مشى عليها سيِّد البشر -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-.

****

جائزة مكَّة المكرَّمة للتميُّز، تعمل على تشجيع العمل المميَّز والجهد الرائع، وكذلك تشجيع توظيف الفكر التقني الحديث للتطوير والارتقاء بمستوى الأداء، وهذه الجائزة تُمنح تقديرًا لإنجازات الجهات والأفراد المتميِّزين في تقديم الحلول والخدمات «الإداريَّة والتَّنمية الثقافيَّة والاقتصاديَّة، والأدوار الاجتماعيَّة والأبحاث العلميَّة»، وغير ذلك من الخدمات، يقول سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكَّة المكرَّمة رئيس مجلس مكَّة الثقافيِّ عند تكريمه الفائزين في الدورة الأولى للجائزة: «إنَّ حجم الأعمال التي تقدَّمت للجائزة، تعكس قيمتها النوعيَّة، انطلاقًا من شرف المكان الذي تحمل اسمه. والعمل في خدمة مكَّة، وضيوف الرَّحمن والمعتمرين طوال العام، من الأمور التي تبعث على الفخر والاعتزاز في النَّفس، ومجلس مكَّة الثقافي سيمضي قُدمًا في أداء رسالته كأحد الرَّوافد المهمَّة في تنفيذ الخطَّة الإستراتيجيَّة لمنطقة مكَّة، من خلال التَّركيز على قيم العمل والجودة والتميُّز».. انتهى.

نعم.. واليوم الجائزة تستحقُّ الإشادة.

****

الطَّائف، هذه المدينة الأنيقة، مصيف المملكة، فيها تلك الحكايات الجميلة، ومواقعها السياحيَّة، والاصطياف قديمًا، هذه المدينة التي تحتضن الإرث التاريخيَّ والسياحيَّ بأجوائها الجميلة، شهدت تطويرًا شاملًا في العهد السعوديِّ منذ عهد الملك المؤسِّس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حتَّى عهد قائد مسيرتنا الملك سلمان -حفظه الله- وفيها ما يحكي عن القوافل والحكايات والرِّوايات، وهي تنسج تفاصيلها البعيدة لتلك اللوحة الاجتماعيَّة من المنظومة الحياتيَّة لحياة أولئك الذين عاشوا بين حارات هذه المدينة العتيقة، وشربوا من هوائها المعجون بالتُّراث، وتلك الأزقَّة في برحة ابن عباس المتعرِّجة، وعلى جدرانها عبارات الذِّكريات الطفوليَّة، وكأنَّهم يخاطبُون الحنين البعيد في صورة قصَّة حبِّ الفترة الزمنيَّة.

نعم أيَّتُها المدينة الحالمة، أيَّتُها المدينة التي تُغطيكِ الورود، إنَّك تعيشين حالةً فريدةً من العشق والهيام، تعيشين قصَّة الحبِّ مع تلك الأماكن: الهدا، الردف، شهار، والشفا، الحوية، وج، القديرة، تُغطيكِ هذه الأيَّام الفرحة والبهجة. أيَّتُها المدينة الأنيقة، فيكِ كُتِبَت كلمات: (وردك يا زارع الورد)، وارتسمت ملامحك بذلك الزَّمن الجميل، إنَّها حالة للتَّاريخ الذي لا يُنسى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store