* عندما يتَّجه البعضُ إلى دول الجوار لشراء سيَّارة، فمن المؤكَّد أنَّه لم يقدم على ذلك إلَّا هروبًا من (نار) أسعار السيَّارات هنا، وهو هروب مبرَّر في ظلِّ أنَّه سيحصل على السيَّارة المرغوبة، وبفارق سعر يستحقُّ كلَّ ذلك العناء.
* فيما يظلُّ الإجماع، ومنذُ القدم أنَّ أسعار السيَّارات لدينا أصابها ما أصابها من (موجات) الغلاء، والارتفاع المبالغ فيه، وهو ارتفاع تعدَّدت أشكاله، وتنوَّعت مبرِّراته، كأنْ يتم تصنيع عدَّة فئات لنوع واحد، وكل فئة لها مميِّزات بفارق بسيط، حيث أستحضرُ هنا ما صرَّح به أحدُ خبراء السيَّارات في تعليقه على ذلك «أنَّها مميِّزات لا تستحقُّ فارق مئة ألفٍ بين فئة، وفئة».
* إلَّا أنَّ الكثير ممَّن يرغبُ في شراء سيَّارة ليس لديه خيارٌ آخر سوى الانصياع لذلك، واضعًا رقبة راتبه تحت مقصلة تلك الأسعار، حتَّى مع كونه يدركُ تمام الإدراك أنَّه ضحيةُ (جشع)، ولكن كيف المخرج؟ وما هو الحل؟
* تساؤل أجاب عنه رئيسُ الهيئة العامَّة للمنافسة معالي د. عبدالعزيز الزوم، من خلال برنامج في الصورة، الذي يقدمه أ. عبدالله المديفر، حيث أكَّد على حقيقة غلاء أسعار السيَّارات لدينا، وأنَّه تم رصد تجاوزات عديدة أسهمت في حصول ذلك.
* ويبقى السؤال (وماذا بعد؟) حيث يترقَّب الجميع ما سوف يسفر عن ذلك، وما هو الأثر الذي سوف يحدثه ذلك الرَّصد على أسعار السيَّارات؟ وهل سوف يباشر أثرًا ملموسًا قريبًا، وعاجلًا على نزول الأسعار إلى حيث (المعقول) بعد عقود من الغلاء المهول؟
* مع الأخذ في الاعتبار أنَّ من أهمِّ أسباب ذلك الغلاء هو (الاحتكار)، الذي لا يمكن كسره إلَّا من خلال تعدُّد المنافسين، ودخول وكلاء وموزِّعين آخرين، ولنا في ذلك عدَّة أمثلة، وكيف أسهم دخول شركات ووكلاء جدد إلى السوق المحليِّ في كسر احتكار الشركة الواحدة، بل وأسهم في نزول الأسعار، وتعدُّد الخيارات، ودخول تلك الشركات في سباق منافسة لكسب رضا المستفيد.
* ثمَّ إنَّ في قيام وزارة التجارة بتحديد أسعار السيَّارات، ومراقبة مدى الالتزام بذلك ما سوف يقضي على ما يعيشه سوق السيَّارات من سباق محموم بين الوكلاء على مَن يحقِّق (الأعلى) أوَّلًا.
* وعليه فإنَّ التطلُّعات اليوم تتَّجه، وبتفاؤلٍ كبيرٍ إلى حيث كبح جماح هذا الغلاء، فما قامت به هيئةُ المنافسة، ووزارةُ التِّجارة من جهد بلغت به مرحلة (تحديد) الأسباب لهو خطوةٌ كبيرةٌ، وبالغةُ الأهميَّة نحو إعادة أسعار السيَّارات لدينا إلى حيث السِّياق المعقول كما هو العالم، وكما هي دول الجوار.. وعلمي وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
