Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

جوائز الأدب العالمية

A A
في كتابه بعنوان «جوائز الأدب العالميَّة» مَثَّل من جائزة نوبل»، للأديب والمؤرِّخ المصري عباس محمود العقَّاد، تكلَّم المؤلِّف عن ما يصاحب منح جائزة نوبل من ضجَّةٍ سنويَّةٍ، غالبًا ما يثيرها النقَّاد والمفكرُون ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ لقرار لجنة منح الجائزة، حيث كثيرًا ما تُتَّهم اللجنة إمَّا بتحيُّزها سياسيًّا، أو بسوء الاختيار. ويرى العقَّاد أنَّ ذلك دليلٌ على تطوُّر الحياة الفكريَّة في مسار التَّاريخ الإنسانيِّ، وقد استعرض المؤلِّف تاريخ الجائزة، ومعايير اختيار الفائزين، وبالأخص الأديبات اللاتي حصلن على الجائزة فقال: منذُ بداية القرن العشرين، نال جائزة نوبل للآداب نحو ستين أديبًا؛ من هؤلاء الأدباء السِّتين أربعُ نساء كاتبات هُنَّ: السويديَّة «سلما لاجرلوف»، والإيطاليَّة «جرازيا ديلادا»، والنرويجيَّة «سيجريد أنديست»، والأمريكيَّة «بيرل بك».

وكانت سنة (1909م)، هي السنة الأولى التي ظهر فيها اسم المرأة من بين المرشَّحين لهذه الجائزة العالميَّة، وحول ذلك ذكرت لجنة الجائزة أسباب منحها الجائزة للأديبات: «إنَّها تقديرٌ للنَّزعة المثاليَّة الرَّفيعة، وملكة الخَيال الحيِّ، والفطنة الروحيَّة التي اتَّسمت بها كتابتها».. وبعدها حصلت الكاتبة الإيطاليَّة «جرازيا ديلادا» على الجائزة عام (1927م).

وقالت اللجنةُ: «إنَّها استحقَّتها بكتابتها التي توحيها الرُّوح المثاليَّة، مع وضوح الحسِّ في تصوير الحياة في جزيرة سردينيا الإيطاليَّة التي كانت تقطنها». وفي السنة التَّالية؛ أي سنة (1928م)، حصلت الكاتبة النرويجيَّة «سيجريد أندست» على الجائزة في الأدب؛ لقدرتها على وصف الحياة في البلاد الشماليَّة خلال القرون الوسطى.

أمَّا في سنة (1938م)، فقد فازت بها الكاتبة الأمريكيَّة «بيرل بك»، ولم ينلها قبلها أحدٌ من الأمريكيِّين سوى الكاتب الشهير «سنكلر لويس»، الذي حصل عليها في سنة (1930م).

وعلَّلت اللجنة سبب منحها الجائزة للكاتبة الأمريكيَّة «بيرل بك» بأنَّها استحقَّتها؛ لقدرتها على وصف حياة الرِّيف في بلاد الصين وصفًا صادقًا على مثال قصص الملاحم، مع كتابة السِّير التي تحسب من آيات التَّراجم.

وبشهادة الجميع فقد كانت الكاتبات الأربع من نوابغ أدباء القصة، أو ما يعرف بالرواية المطلة، وجميعهن من أدباء ما تسمى بالمدرسة المثالية، وهي المدرسة التي قد تصف الواقع بغير تكليف، غير أنَّها تتجنب الواقعية المبتذلة، وكلهن يكتبن بهذا الأسلوب، سواء كتبن في موضوعات العصر الحاضر، أو موضوعات الأزمنة السابقة، وسواء كانت كتابتهن عن أوطانهن، أو عن أوطان أخرى، كالبلاد الصينية.

وختامًا فلو رُوُجِعَ تاريخ الأدب الغربي خلال نصف القرن الماضي، فليس بين كاتباته مَن هي أحقُّ بالتَّنويه والتَّقدير من هؤلاء الكاتبات المختارات للجائزة، فليس لواحدة منهن قرينة لها في وطنها، ولا في غيره من الأوطان الغربيَّة من بنات جيلها، وقد تنعقد المقارنة بينهنَّ وبين نوابغ القصَّة من الرِّجال والنِّساء فلا يتخلَّفنَ وراء الصفوفِ في هذا المجال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store