Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

متحور «JN.1» ليس خطيرًا

A A
في كتابي الذي ألَّفته بعنوان فيروس كورونا المستجد (Covid 19) أنا والبروفيسورة عالية دهلوي، والدكتورة غدير الرفاعي، وقام بطباعته مركز النَّشر العلميِّ في جامعة الملك عبدالعزيز، فيه إجابات علميَّة دقيقة وتوضيحيَّة عن الفيروسات وسلالاتها، وتحوُّراتها، وعلاقاتها المناعيَّة، كما يحتوي على مقالات تخصُّ حدث كورونا.

واليوم تنتشر بين الناس ما أعلنت عنه منظَّمة الصحَّة العالميَّة بانتشار متحوِّر جديد لكورونا، وهو متحوِّر «JN.1» الذي وُصف بأنَّه سريعُ الانتشار والتنقُّل والعدوَى، وهذا الكلام صحيح من حيث تقييم الفيروس كصفة خاصة به، وهي سرعة انتشاره، لكن يجب أن يذكر في الوقت نفسه -كما أشارت بذلك منظمة الصحة العالمية- أنَّ هذا المتحور منخفض الخطورة، أي أنه -بفضل الله ورحمته- ليس ضاراً في خطورته، أو شديداً في أعراضه، أو أنه يتسبب في حالات تنفسية حرجة، وقد أعلنت وزارة الصحة أنه لا توجد هناك حالات استدعت الدخول إلى العناية المركزة.

يبقى السؤال: هل هو سريع الانتشار؟ نعم، لدرجة أنَّ مصابًا واحدًا به قد يعدِّي أكثر من عشرة حوله في وقت واحد، وقد كتبت ووضحت سابقًا أنَّ مَن يُصاب بكورونا إو إحدى سلالاتها، أو حتَّى بالأنفلونزا، أو أيِّ فيروس تنفسيٍّ يجب أنْ يبقى في بيته؛ حتَّى لا يتسبَّب في عدوى الآخرين، فلا يذهب المُصاب إلى المسجد؛ كي لا يضرَّ المصلَّين، أو يذهب إلى العمل فيضرَّ زملاءَهُ؛ لأنَّ أفضل أسلوب لعدم انتشاره ومحاصرته هو عدم المخالطة، وهو منهج -كما ذكرت سابقًا- إسلاميٌّ، وتوجيه نبويٌّ، إضافة للأخذ بأسباب الوقاية المعروفة، ومع أنَّ متحوِّر «JN.1» لا يمثِّل خطرًا على مَن يُصاب به إلَّا مَن مناعته ضعيفة، فإنَّ الفيروس يستقوي عليه، فتظهر عليه الأعراض أكبر؛ لأنَّ المحاربة الدَّاخلية بين الخلايا المناعيَّة والفيروس فيها غالبٌ ومغلوبٌ، ومَن كانَ أشدَّ قوةً فهو الغالبُ، سواء الخلايا المناعيَّة أو الفيروسات، وهنا -كما وضَّحتُ سابقًا- يحدث التَّباين بالإصابة بكورونا، أو إحدى سلالاتها، من حيث شدَّة الأعراض.

وهناك العشرات من المتحوِّرات من سلالة كورونا وتفريعاتها المختلفة، ومتحوِّر «JN.1» جاء عن متحوِّر آخر من سلالة «BA.2.86»؛ لذلك فإنَّ اللقاح الذي أخذ ضد فيروس كورونا كوفيد 19 قد يكون مفيدًا وسببًا وقائيًّا لعدم الإصابة بهذا المتحوِّر وغيره، حيث يتم تركيب اللقاح -في الغالب- بناء على تركيبه الوراثي، ولكن لكون أن التحوُّر بين الفيروسات خاصَّةً عائلة كورونا يتم باختلاف بسيط جدًّا في تركيب الجينات، فإنَّ تأثير اللقاح كوقاية قد يكون مفيدًا بنسبة معيَّنة.

إنَّ من المهمِّ استقاء المعلومات الصحيَّة -بشكل عامٍّ- من المنصَّات والجهات الرسميَّة، دون الالتفات إلى الشائعات، أو وسائل الإعلام التي تنقلُ وتنشرُ المعلومات غير الدَّقيقة، وذلك مهمٌّ لعدم نشر الذعر والخوف والقلق في المجتمع.. حفظَ اللهُ الجميعَ مِن كلِّ داءٍ وبلاءٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store