Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

المدينة.. أرصفةٌ ومماشٍ!!

A A
لا شكَّ أنَّ حكومتنا الرَّشيدة تتطلَّع لأفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين والزوَّار بكافَّة أنحاء هذا الوطن الكبير، مشروعات عملاقة تُحقِّق الرفاهيَّة.. وميزانيَّة كبيرة تدعم الوزارات، وكلَّ القطاعات؛ لتنفيذ مشروعاتها حسب ما اعتُمد سابقًا.

المدينة المنوَّرة ربما تحظى بدعمٍ أكبر، بحكم أهميَّتها الدينيَّة للمواطنِينَ والمقيمِينَ والزوَّارِ، ولذلك تُرصَد ميزانيَّة كبيرة لأمانة المدينة المنوَّرة، لتستطيع تنفيذ مشروعاتها ومخططاتها التي تخدم المنطقة برئاسة معالي أمينها المهندس فهد البليهشي.

ومنذ أنْ تولَّى معاليه أمانة المدينة المنوَّرة، في 7 مايو 2020 الموافق 14 رمضان 1441هـ، إلى يومنا هذا، هناك مشروعات ومخططات جيِّدة قد نُفِّذت بكيفيَّة تليق بالمدينة النبويَّة، ولكن نلحظ أنَّ الأمانة تسيرُ على نمطٍ فكريٍّ واحدٍ لم يتغيَّر، فهل طرق المدينة بحاجةٍ إلى تجديد في هذا الفكر؟.. نعم أم لا؟ ولماذا هنا السُّؤال؟.

لنراجع العمل.. ماذا تمَّ من تطوير؟.. هل الأرصفة والممرَّات وإغلاق بعض الطُّرق من الجماليَّات؟.. أم هناك تعطيلٌ مع التَّطوير؟.

أحيانًا يكون المكان جميلًا، والمشروعُ أجملَ، ولكنْ لننظر عن بُعد، هل بعد عشر سنوات يجب إزالة بعض الجماليَّات، من أجل الضروريَّات؟، المدينة المنوَّرة تتوسَّع وتَكبُر، ويزدادُ كلُّ عامٍ عددُ سكَّانها وزوَّارها، وتحتاج إلى مزيدٍ من الانسيابيَّة في الطُّرق.

اكتظَّت شوارع المدينة المنوَّرة بمَمَاشٍ وأرصفةٍ، فهل نحن بحاجةٍ مثلاً لإغلاق طرقٍ حيويَّةٍ حول الحرم تُمثِّل متنفسًا لها؛ للهروب من الزَّحام، والوقوف بعيدًا عن الحرم بمسافة تسمح بالوصول ماشيًا إلى الحرم؟. ربما هناك آلاف الأشخاص، ومئات المركبات تتَّسع لها أحياء مجاورة للحرم.

طريقُ السكَّة الحديد قبل كُوبري الحرم، للقادم من الغرب، تمَّ إغلاقه بممشَى!!

طريقُ العيون البعيد جدًّا، رُبَّما كلَّف الملايين؛ ليصبحَ مَمْشَى!!

شارعُ الإمام مسلم، بعد أنْ كانَ واسعًا ومريحًا، أصبح مزدحمًا، ربما يحتاج إلى تغيير وتطوير.

نعم هناك مشروعات كبيرة تستحق الثناء، مثل ممشى درب السنة، الممتد من المسجد النبوي حتى مسجد قباء، وغيره، هنا الجمال والابتكار.. ويا حبذا لو كان هناك ممشى من شمال الحرم إلى جبل أحد على درب المصطفى بغزوة أحد.. فأهل المدينة وزوارها بحاجة للعمل عاجلاً من أجل هذا الممشى.. ويا حبذا أيضاً لو أنشيء في كل حي ممشى في خطوط ليست رئيسة، ولا تتسبب في إزعاج وتعطيل حركة المرور؛ لأنَّ هناك ازدياد في عدد المركبات، والله يعين الإدارة العامَّة للمرور.

* خاتمة:

نحتاج بالمدينة المنوَّرة إلى تغيير في الفكر، لابتكار طرق جديدة تقضي على سلبيَّات الأفكار القديمة.. فأسلوب ضعْ شجرةً هنا، وصخرةً هناك، ومَمْشَى.. يجب أنْ يتطوَّر.. وبالتَّوفيق لكلِّ مَن يعمل لأجلِ أنْ تكون المدينة المنوَّرة في مصافِّ المُدن المتقدِّمة والواسعة والانسيابيَّة لحركة الزوَّار والمواطنِينَ والمقيمِينَ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store