نحلمُ ويحلمُ معنا المسؤولُون، والقادةُ، والوزراءُ، والمُخططُون، والمُهندسُون بأنْ تكون مدينة الرِّياض من أجمل المُدن وأعظمها.. وهكذا تعلَّمنا من صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأمير محمد بن سلمان عرَّاب الرُّؤية وقائد التَّغيير.. ومن قبله تعلَّمنا من والده قائدنا و(عاشق الرِّياض) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله ورعاهم-..
تعلمنا منهم حُبَّ المُدن، والمناطق والقُرى، والتُّراب الذي نعيش فيه، والطُّرقات والشَّوارع التي تسكننا ونسكنها، وتعلَّمنا الكثير، وقرأنا الكثير عن (أنسنة المُدن) ولكنْ هناك مَن يخلق الضوضاء والفوضى في الشَّوارع، ويصبح «المال»، والربح أهم من «راحة النَّاس»..!
ومن هنا رأينا «الدرَّاجات النَّاريَّة» تجوب شوارع العاصمة الحالمة بكلِّ فوضويَّة وإزعاج.. يتسارعُونَ لـ»توصيل الطَّلبات»؛ ليكون لهم من الكعكة أكبر قطعة على حساب النَّاس وراحتهم، والأُسر والعوائل، فكثرت الحوادث، وانتشرت الفوضى؛ بسبب أصحاب (الدرَّاجات النَّاريَّة) المُسبِّبين إزعاجًا لسكَّان المدينة، خالقين فوضى عارمة بكلِّ تفاصيل الحياة، ومُخترقين كلَّ بنود وأبجديَّات ومبادرات وبرامج (جودة الحياة)، كاسرين الأنظمةَ والقواعدَ، فما بالنا بـ»القِيم» و»الأخلاق»..!!
فهل تتدارك ذلك أمانة منطقة الرياض، ووزارة التجارة، ووزارة الموارد البشرية، وكافة الجهات الأخرى المعنية، قبل تفاقم الأمر، وتضع شروطًا وأنظمةً لـ»أصحاب التوصيل السريع» ويكون هناك تقنين وقواعد وأوقات ومسارات ولوائح لا يتجاوزها هؤلاء، ولا شركاتهم التي تجني ملايين الريالات على حساب الوطن والمجتمعات؟!
أتمنَّى تدخُّل الجهات كافَّة لوضع حدٍّ لهؤلاء، وإيقاف الفوضى العارمة والإزعاج، وأن تعود المدينة كما عهدناهَا، وأن ننطلق للقادم الأجمل، والأفضل والأحسن، كما هو مخطط لها، وأنْ يكون عام 2024 عامَ حبٍّ وسلامٍ وأمنٍ واستقرارٍ وإنجازاتٍ عظيمةٍ لوطنٍ عظيمٍ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
