Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

قطاع السياحة.. يستحق الإشادة

A A
وزارة السِّياحة من القطاعات التي تستحقُّ الحديث عنها والإشادة بمبادراتها وبرامجها، وقد كانت تُسمَّى سابقًا «الهيئة العامَّة للسِّياحة والتُّراث الوطنيُّ»، ولم يتوقَّف اهتمامها بقطاع السِّياحة وتعزيز دوره وتنظيمه، فالمملكة فتحت أبوابها للسِّياحة، ورحَّبت بالزَّائرين من 49 دولةً، من خلال توفير التَّأشيرات الإلكترونيَّة، وتبذل جهودًا كبيرةً للحفاظ على التُّراث الوطنيِّ، وهناك مئاتُ المواقع الثقافيَّة والتراثيَّة، التي تتمتَّع بها المملكة؛ مدرجة ضمن قائمة منظَّمة اليونسكو، حيث إنَّ بلادنا تتمتَّع بعضويَّتها كمؤسس، وعضوًا في مجلسها التنفيذيِّ المنتخب في نوفمبر 2019، وليس هناك أدنى شكٍّ أنَّ قطاع السياحة في المملكة أصبح واقعًا مفرحًا يتمتَّع بالرَّكائز والمقوِّمات التي تتمتَّع بها بلادنا، وتتمثَّل في الآثار والمواقع التاريخيَّة، وموقعها الجغرافيِّ والتُّراث الثقافيِّ، واستقرارها السياسيِّ والاقتصاديِّ، وبنيتها التحتيَّة، والتطوُّر المذهل، كل ذلك جعل قطاع السِّياحة محلَّ الأنظار، ومنذُ اللَّحظة الأولى لهذا القطاع، شهدنا الاهتمام بالقطاع السِّياحي بجميع جوانبه في هذا الوطن العزيز، بتنظيم السِّياحة وتنميَّتها وترويجها، وتعزيز دورها وتذليل عوائق نموِّها، معتمدةً على عوامل ومقوِّمات هائلة تتمتَّع بها المملكة، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالآثار والتُّراث، والمحافظة عليهما، وتفعيل مساهمتهما في التَّنمية الثقافيَّة والاقتصاديَّة.

*****

تُمثِّل مدينة الطَّائف مثالًا للتَّرفيه والثَّقافة، في ظلِّ قربها من مكَّة المكرَّمة، وعمق زخمها التُّراثيِّ، وروعة مناخها المعتدل، الذي يجعل منها وجهةً رائعةً للاسترخاء على جبالها، بطبيعتها الخلَّابة، ومزارعها التي تُنتج التِّينَ والعنبَ والرُّمانَ، وبساتين ورودها ومزارعها؛ ممَّا جعلها بيئةً مثاليَّةً لتربيةِ النَّحل، وإنتاج العسل وتصديره؛ ليُصبح مهرجان الورد أيقونةً احتفاليَّةً.. وبلا شكٍّ كان لصندوق التَّنمية السِّياحي دورٌ كبيرٌ في كثير من الشَّراكات والفُرص الاستثماريَّة في الطَّائف، حيث يهدف هذا الصندوق إلى تعزيز القطاع السِّياحي، الذي يُعدُّ إحدى ركائز تحقيق مستهدفات رؤية 2030، ويُقدِّم خدماتٍ تمويليَّةً للعديد من المشروعات السياحيَّة، والحلول التي تسعى لتطوير الأعمال، ويُعتبر صندوق التَّنمية السياحيِّ من الإنجازات التي تشهدها السعوديَّة الجديدة لدعم المستثمرين، وتمكينهم من الاستفادة من الفُرص السياحيَّة، لاسيَّما أنَّ المملكة لها مكانتها الدوليَّة والإقليميَّة والمحليَّة، وموقعها الجغرافيُّ وتراثها العريق، ومشروعاتها التي باتت تشهدها مختلف مدنها، ويشهد عليها العالم بأكمله.

*****

وأخيرًا، في بعض الأحيان أُكرِّر هذه الفقرة في العديد من مقالاتي، لمكانة مكَّة المكرَّمة في أفئدة المسلمين:

(مكَّة المكرَّمة البلدُ الآمنُ، والبيتُ المعمورُ، وقبلةُ الدُّنيا، وقصَّةُ الحبِّ النَّادر التي نعيشُ تفاصيلها في مهوى الأفئدة، إنَّه الحبُّ الذي يجعلُ قلوبَ المؤمنين في حالةِ اتِّصالٍ دائمٍ مع ربِّ العباد، ويجعل الاطمئنانَ يُغلِّفُ قلوبَ كلِّ مَن يقصد الرَّوحانيَّة والسَّكينة والهدوء، ويرجو رحمةَ ربِّه وغفرانه، وكأنَّها الهدايا التي تأتي دون موعدٍ، وتترك الأثر الجميل في ثنايا الرُّوح، هدايا ربُّ العالمين التي لا تنفد، وتُحقِّق الأمنيات الكثيرة، فنحن العباد الفقراء؛ نرفعُ أكفَّنا في فضاء رحمته، وقلوبنا تدعو، ووعده هو الحقُّ المبينُ، هنا في مهبط الوحيِّ، ومنبع الرِّسالات السماويَّة في أنشودة العمر، حيث وُلد المصطفى -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وحيث تربَّى عليه الصلاة والسلام، ربَّاه ربُّه، وملأ قلبه حبًّا وإنسانيَّةً).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store