Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

تفاؤل بمواصلة النجاحات السعودية في 2024

A A
مع بداية العام الجديد، الذي نستقبله بقلوبٍ مليئةٍ بالأمل والتفاؤل، والعام المنصرم الذي ودَّعناه بكثيرٍ من الآمال والإنجازاتِ التي تحقَّقت على الصَّعيد الدَّاخلي في المملكة العربيَّة السعوديَّة، وما استطاعت بلادنا أنْ تُنجزه من مشروعات عملاقة وطموحة، بفضل قيادتها الرَّشيدة، التي تواصل العمل باللَّيل والنَّهار لتلبية مطالب شعبها ومواطنيها، إلَّا أنَّ هناك منغِّصات نشعرُ بها جميعًا؛ نتيجةً لما يعانيه إخوتنا في بعض الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة.

أولى تلك المآسي، هي ما يشهدُه الشعبُ الفلسطينيُّ الأعزلُ من مجازر رهيبة، ترتكبها بحقِّه آلةُ القتل الإسرائيليَّة، التي لا تفرِّق بين المقاتلين والمدنيِّين، فما يزيد على 20 ألف مواطن فلسطينيٍّ، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ماتوا نتيجة القصف العشوائيِّ، والقسوة المُفرطة، وسط صمتٍ دوليٍّ رهيبٍ، فالمنظَّمات التي يُفترض أنْ تحمي المدنيِّين وتحفظ حياتهم، لم تجد إلَّا أنْ تغضَّ طرفها عمَّا يجري في الأراضي العربيَّة المحتلَّة، لحسابات سياسيَّة صارت -للأسف- مقدَّمةً على الاعتبارات الإنسانيَّة.

كما نشعرُ بالحسرةِ والأسف على ما تشهده عدَّة دُول شقيقة، مثل: اليمن، والسودان، وسوريا، ولبنان من اضطرابات سياسيَّة، وأعمال عنف يروح ضحيَّتها المواطنُ المغلوبُ على أمره.

هذا الواقع الأليم لم تقف القيادةُ السعوديَّة موقَّف المتفرِّج منه، بل حاولت إعادة الأمور إلى نصابها الحقيقيِّ، ومدَّت يدها بالمساعداتِ السياسيَّة والماديَّة، وتواصلت قوافلها الإغاثيَّة والإنسانيَّة لتغيث المحتاجين، وتساعد الفقراء والمحرومين، ولم يتوقَّف العطاء السعوديُّ طيلة السَّنوات الماضية؛ ممَّا دفع الأمم المتَّحدة ومؤسَّساتها الدوليَّة للإعلان رسميًّا أنَّ السعوديَّة هي الدَّولة الأكثر تقديمًا للمساعدة على مستوى العالم، ولا غرابة في ذلك، فهذا هو نهجها منذ توحيدها على يد الملك المؤسِّس -المغفور له بإذن الله- عبدالعزيز آل سعود.

حققت المملكة خلال العام الماضي العديد من المكاسب والنجاحات التي عززت مكانتها بين الأمم، وقطعت شوطاً بعيداً في ميادين التقدم والتطور، وذلك نتيجة لجهود ضخمة تبذلها قيادة رشيدة، ومسؤولون على أعلى مستويات الكفاءة، فقد استطاعوا أن يحجزوا لنا مكانة بارزة بين الأمم المتطورة، واستحقت المملكة أن يطلق عليها «وجهة المستقبل، وأرض الفرص الواعدة».

هذا العام الجديد نستقبله جميعًا بالكثير من البِشر والتَّفاؤل، إيمانًا بالله تعالى أوَّلًا، وبمقدَّرات بلادنا، وثقةً في السياسة الرَّشيدة التي يتبعها ولاة أمرنا، وقناعةً بما يبذلونه من جهود متواصلة لترقية واقعنا، وتحسين معاشنا، لذلك نالت بجدارة محبَّة شعبها، وتقدير العالم أجمع.

على الصَّعيد الشخصيِّ، فإنَّ الكثيرين يميلُون إلى التطلُّع والتفاؤل، ويحلمُونَ بمستقبل أفضل وأكثر إشراقًا، وتداعبهم الأمنيات بعامٍ جديدٍ مليءٍ بالخير والاستقرار، وذلك لأنَّ ديننا الحنيف يدعو للتَّفاؤل، وينهى عن التشاؤم، وفق ما قاله نبينا الكريم: «تفَاءَلُوا ولَا تَطَّيَرُوا»، وذلك لأنَّ الإخفاق لا يعني نهاية الدُّنيا، والفشل قد يكون أفضل أرضيَّة لتحقيق النَّجاح، شريطة أنْ تراجع مسيرتك خلال العام الماضي.

أمَّا الذين يقضُون حياتهم خلف قضبان التَّشاؤم واليأس والإحباط، واختارُوا البقاء في مقاعد المتفرِّجين على الرَّصيف، ولم يبارحُوا محطة إخفاقاتهم، والوصول إلى منطقة الفعل، فهؤلاء أحقُّ بالرِّثاء والشَّفقة، بعد أنْ جفَّ معينُ الحياة في عروقهم، وتوقَّفت قلوبهم عن الخَفَقَان، وغربت أمامهم شمسُ الأمل.

هذه المناسبة تمثِّل فرصةً لنجلس مع أنفسنا ونحاسبها على ما اقترفناه بحقِّ الآخرين، ونتسامح مع مَن ظلمنا، ونلتمس الأعذارَ لمَن قصَّروا بحقِّنا، ونتجاوز مرحلة الشُّكوك والظُّنون، ونفترض في الآخرين حُسنَ النيَّة.

الدَّعوات الصادقة أرفعها لله العلي القدير أنْ يمنَّ على خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالصحَّة والعافية، وأنْ يوفقهما لخدمة بلاد الحرمين؛ حتَّى تظلَّ رايةُ التَّوحيد عاليةً خفَّاقةً، وأن يديم على الشعبِ السعوديِّ النَّبيلِ نعمَهُ العديدة، وأنْ تواصل بلادنا مسيرتها المباركة على طريق التَّنمية والازدهار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store