Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

حديث الأشياء !!

همزة وصل

A A
في مقالٍ قديمٍ؛ كتبته الزَّميلةُ الأستاذة القديرة «إيمان الأمير» في مجلَّة اليمامة عام 2017م بعنوان: حديث الأشياء، المقال الذي يستحيل أنْ تشبع روحك من لغته وإبداعه، المقال الذي تعيشه رغبةً وعشقًا، وحلمًا وحبًّا، وفرحًا ولغةً، تأتيك من كلِّ مكان، لتُحدِّثك «عن الأشياء، وعن الحالِمين، الذين يرون البياضَ حجَّةً من حجج العالم، الذي انقدحَ من أزميل البداية في تمام الوقت، وسقط كتفَّاحة قُضِمَت من فمٍ ناقصٍ.. عن الأغنية التي تبدأ بموَّال، تصدح وتضيع، حتَّى تتراكم عند انقطاع النَّفَس الأوَّل، فلا تعرف أين تنتهي.. عن الطِّفل الذي يخيط رمل الشاطئ، ليربطه بخصر البحر، ويبني بجوار الخصر قصرًا، ويترك المفتاح على شفة الغروب كمفاجأة للغد.. عن الموسيقى الميِّتة، وعن الأبيات، وتحسُّس الشَّطر الأوَّل على الثَّاني.. وعن التَّواقيت التي تلعب بأمزجة الآخرين، والعلاقات العاقلة.. وعن القصص المذهلة وراء تفاصيل ورقة (الكوتشينة)، والسَّيف والقلب، والشَّايب والشَّارب.. وعن الظلِّ المائل كالسرُّة في بطن الأرض».. وعن.. وعن كثير من الأشياء.. وعن الحديث الذي يحملك من مكانك إلى قمم العالم المسكون بالأدب الجميل..!!

هو مقال مختلف، كتبتُه «إيمان» بقلمٍ مجنونٍ، مقال عشتُ معه وكأنَّه يعتصرُ من الزَّمن الشحيح كلَّ أنفاس الألم، وكلَّ قطرات السَّعادة، وكلَّ أوراق الدَّهشة، وكأنَّه كان يسرق من عمري كله، ليبقي لي أملًا في أنَّ اللغة لن تموت، وأنَّ المفردات هي أحصنة القرنفل التي تحملنا بهدوء؛ لنصل إلى حديث الأشياء، وجمال الأشياء، تلك التي كانت تمنحنا بعض الأحلام النادرة، فنصنع منها أشياء كثيرة، في مقدمتها تلك اللَّوحات الأدبيَّة المميَّزة والمطرَّزة بإبداع اللُّغة، وفتنة اللُّغة..!!

(خاتمة الهمزة).. في عالمنا اليوم يا «إيمان» أشياء كثيرة (لا) تتحدَّث، وكأنَّها ورثت الصَّمت، وعلينا أنْ نختارَ الأقرب لأنفسنا.. وبكلِّ أمانة، أنا اخترتُ حديثَكِ، حديث الأشياء، ليكون أوَّل مقالٍ لي في عام 2024م.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store