يموت العلماء ويبقى علمهم قائماً، وتاريخهم مسجلاً، ومن حقهم علينا أن نحفظ لهم سيرتهم العلمية والعملية، ومنهم الأستاذ الدكتور محمد عمر جمجوم المؤسس الفعلي لكلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز وأول عميد لها وصانع مجدها، تخرج على يده كبار المهندسين السعوديين الذين أصبحوا فيما بعد وزراء وأمناء مدن وأصحاب أكبر المكاتب الهندسية، وتخرج على يده العمداء والدكاترة المتخصصون في مجال الهندسة، وبعد انتهاء مدة عمادته صدرت الموافقة على تعيينه أميناً عاماً لجامعة الملك عبدالعزيز، والحقيقة لم يكن المرحوم -بإذن الله - أستاذاً اكاديمياً عادياً بل كان عالماً استثنائياً، ولم يقف دوره في وظيفة إدارية فقط أو أستاذاً اكاديمياً متميزاً، وإنما كان دوره الاجتماعي والإسلامي التوعوي داخل المملكة وخارجها، وكان حضوره الرسمي والشخصي في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية له أثر كبير ، ويحسب له إنجازه العظيم في تعريب العديد من المناهج الهندسية العلمية، وهو أول من أسس مركز اللغة الإنجليزية في الجامعة، وأسس مركز التعريب التقني بالجامعة والذي حول فيما بعد الى برنامج للتعريب التقني، وهو أول من أنشأ برنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والذي تحول فيما بعد إلى مركز للتعليم المستمر بالجامعة ويعتبر أحد أهم المراكز التطويرية بالجامعة.
ويعتبر الدكتور محمد عمر جمجوم من أوائل المؤسسين لهيئة الإعجاز العلمي في أبحاث القرآن الكريم والسنة النبوية، وكان عضواً في العديد من المنظمات الإسلامية والجمعيات الخيرية والأوقاف، فكان عضو مجلس الأوقاف بمحافظة جدة منذ عام ١٤١٤ هجرية وعضو مؤسس في الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومركزها في الرياض وكان عضواً فعالاً في لجنة البر الإسلامية.
ويعتبر الدكتور محمد عمر جمجوم شخصية اجتماعية علمية لها مكانتها في المجتمع ويحظى باحترام وتقدير المجتمع بأكمله رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، متمنياً على جامعة الملك عبدالعزيز متمثلة في كلية الهندسة بتسمية أحد القاعات العلمية باسمه تخليداً لدوره كمؤسس لكلية الهندسة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
