Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

توقعات الكهنة!!

A A
مع بدايةِ كلِّ عامٍ، تنطلقُ الإعلانات، وتتسابقُ بعض القنوات، وأصحاب البرامج، والمطبِّلُون والمسوِّفُون الغارقُون في الوَهَمِ، ومَن يسمعهم ويحيط بهم، ويُروِّج لهم، ينطلقُ هؤلاء لاستضافة العرَّافين والكهنةَ والدَّجالِينَ، ومن في مستواهم؛ لنشر توقُّعاتهم للعامِ الجديدِ، وماذا سيحلُّ في الأشهر المقبلة، وربَّما صادفُوا من هذِهِ التوقُّعات صِدقَ جُزءٍ منها جرَّاء الدِّراسات والبحوث، وجرَّاء معلوماتٍ استخباريَّةٍ من دولةٍ بعينها؛ لتمرير أجندةٍ معيَّنةٍ، ولكنَّ غالبيَّة أقوالهم لا يتماشى مع العقلِ والمنطقِ، وبعيدٌ كلَّ البُعد عن ما يتوهَّمُون، بل ما يتمنُّون في أحايين كثيرةٍ..!!

غالبيتهم موجهون (سياسياً) و(اجتماعياً)، وتلحظون ذلك من خلال التركيز على دولة بعينها، ومجتمعٍ بعينه، وفئة محددة، فهم مكشوفون، ومن الجهل أن يستمر البعض في تصديقهم والإنصات لهم، أو مناقشة ما يقولون.. فهم كما يقال في المثل الشعبي: (دقة قديمة)، ويلعبون على المكشوف..!!

العديدُ منهم تمرَّسُوا و»دُعِمُوا» من جهاتٍ معيَّنةٍ؛ ليكونُوا أدواتٍ إعلاميَّةٍ وبوقًا وأصواتًا لهذه الجهات؛ لتنفيذ أجندةٍ بعينها، وبالتَّالي يتمُّ تزويدهم «بغالبيَّة الأخبار»، والأحداث المقبلة..!!

فقد «كَذَبَ المُنّجِّمُون وَلَو صَدَقُوا»، ومع كثرتهم هذه الأعوام، إلَّا أنَّهم أصبحُوا لا جمهورَ لهم، و»احترقُوا»، وأصبحت الشُّعوب تؤمن إيمانًا تامًّا أنَّ هؤلاء يقولُونَ كلامًا غيرَ منطقيٍّ، وأنَّهم يبحثُونَ عن المالِ والشُّهرةِ، وأنَّهم مدعومُونَ لصالح جهاتٍ معاديةٍ.

إذًا الشعوبُ أضحت على درايةٍ وعلمٍ بمغازِي هؤلاء، فبقاؤهم، أو التَّصديق بهم وبأفكارهم وما يقولُون، ضربٌ من ضُروبِ الجهلِ والأزمنةِ الغابرةِ.

بعضهم يُوجِّهون حديثَهم عن المملكةِ؛ ليكونَ لهم شأنٌ عند الأعداءِ، ويجدُّوا مَن يدعمهم بالمالِ والمعلوماتِ، وهناك قنواتٌ تستضيف هؤلاء، بشرط أنْ يقولُوا كلامًا عن بلادِنَا، وما جاورها من دُول الخليج والوطنِ العربيِّ، بل يشترطُونَ أنْ تكونَ السعوديَّة محورَ حديثهم، وما علم هؤلاء «الغوغائيُّون» أنَّ (العقولَ السعوديَّةَ) تفوقُ بمراحل عقولَ مَن أنتجَ لهم ودعمهم، وأنَّ شعبَ هذه التُّربة الطَّاهرة -ومنذُ الأزلِ- لم يلتفتُوا إلى مثل هذه «الخُزعبلاتِ»، ويدركُوا ما يسعَى إليه هؤلاء، ومغازيهم، وأهدافِهم، وبالتَّالي فهم يسبحُونَ عكسَ التَّيارِ، ويُحاولُونَ السِّباحةَ في المياهِ النَّظيفة ليُعكِّرُوها.. ولكن: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ)، وتظلُّ «المياهُ السعوديَّةُ» صافيةً ونقيَّةً من أفكار هؤلاء، وتظلُّ المشروعاتُ مستمرةً، والأمنُ والاستقرارُ، والعملُ والإنتاجُ، ويظلُّ الحُبُّ والتَّلاحمُ موجودَينِ -بفضلٍ من اللهِ- وهؤلاء مستمِرُّونَ في غيِّهم دونَ أن نلتفتَ لهم، أو نًعيرهم أيَّ اهتمامٍ بحولِ اللهِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store