Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

أنتم من (صنعهم)!!

صدى الميدان

A A
* بين مشهورٍ (حقيقيٍّ)، ومشهورٍ مفلِّسٍ، لا يحتدم صراع الجماهيريَّة، ولا تنصف عوامل الدَّعم (المستحق) الحقيقي لذلك، فالرَّواج، والجماهيريَّة (الطَّاغية)، تذهب إلى حيث الكفَّة (الخالية)، والمحتوى (الفارغ)، والمكوِّن (الغلط)، بينما المستحقُّ يجلس في ركن (العُزلة)، رغم جودة (بضاعته)، وجدارة شخصه، وأهميَّة دوره، وثقل وزنِهِ.

* إنَّ محاولة (المقاربة) بين الحالتين ممَّا يصعبُ فعله، ويعزُّ أخذ خطوة الأمام نحوه، وما ذلك إلَّا للوقوف على طرفي نقيض، فشتَّان بين الثَّرى، والثُّريا، والعتمة، والنور، والنَّدى، والسَّيف:

وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيفِ بِالعُلَا

مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيفِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى

* فالمشهورُ الحقيقيُّ هو صوتُ النَّفع، وذاكرةُ النُّور، ويدُ البناءِ، والمفيدُ حيثما حلَّ، وارتحلَ، هو الإيجابيَّة، والإيثار، هو كلُّ مَن أسهم بسهم (المفيد)، فأثرى ميدانَ العلم، وأجابَ ببلاغةٍ عن: كيفَ تكونُ (العمارة)!

* ومع كلِّ ذلك لا ينالُ -رغم جدارته واستحقاقه- ما يستحقُّه من (واجبِ) ترويج بضاعتِهِ، وإشهار اسمِهِ، وإنصاف مسيرةِ عطائِهِ، وجهدِهِ، حتَّى وإنْ كان ذلك الدَّعم ممَّا يتيسَّر القيام به، ويسهل فعله، دون أيِّ عناء ومشقَّة.

* فمَا الذي يصعب (الرتويت)؟ وما الذي يعيق (التَّفضيل)؟ وما هو المبرر المقبول الذي يعزُّ معه النَّشر، ويتعذَّر بسببه (التَّعليق)، وتتكسَّر على أعتابه مجاديفُ (المشاركة)؟

* بينما في جانبِ مشاهيرِ (الفَلَس) تصبحُ كلُّ الطُّرق أمامهم ليصلُوا إلى القمَّة ممهَّدة، فيعرفهم الكثير، ويتزاحم على أبوابهم الكثيرُ، وما ذلك إلَّا لما يجدونَهُ من دعمٍ كثير الكثير!

* والغريبُ العجيبُ أنْ تجدَ في صفوف ذلك الجيش من (الدَّاعمين) لمشاهيرِ الفَلَس مَن لا ينقصُه العلمُ، ولا تغيبُ عنه الدرايةُ، ومَن هو في ميزان القيمة والقامة، أكبرُ من أنْ ينحدر إلى مستوى دعم (الفراغ)، ومع ذلك تجده (بشراهةٍ) يدعم، وينشر، ويعلِّق، ويفضِّل، ويتفاعل، دون أنْ يتوقَّف للحظة واحدة عند حقيقة أين؟ ومع من يقف؟ في وقت يقع نظره على كمٍ هائلٍ من المشاهير الحقيقيِّين، ومع ذلك يراهم، ولا يراهم.

* ثمَّ ماذا بعد كلِّ ذلك سوى أنْ يُتوجه باللَّوم إلى مشاهير الفَلَس، وكمْ هُو خطرهم، وكمْ هُو الضَّرر النَّاتج عن رواج بضاعتهم، في وقت يجب أنْ يسمع كلُّ مَن وقف في صفِّ دعمهم لصوتِ (الحقيقة): إنَّهم لم يصنعُوا أنفسهم، (أنتم مَن صنعهم)، فَلَا تَلُومُوهُمْ وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store