Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

اختراعات.. وراءها نساء عالمات

A A
عند الحديث عن الاكتشافات والاختراعات، يتبادر إلى أذهاننا علماء كبار كمخترع الديناميت «ألفريد نوبل»، أو مخترع المصباح الكهربائي «توماس أديسون»، ناهيك عن مخترع الهاتف العبقري «غراهام بل»، أو صاحب النظرية النسبية العبقري الفيزيائي الأكثر تأثيراً في القرن العشرين الألماني «ألبرت أينشتاين»، أو ثاني أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، مكتشف الجاذبية الأرضية السير «إسحاق نيوتن».

لكن ماذا عن النساء المخترعات اللاتي ندين لهن بالفضل في اختراعات وأفكار لم نكن لنراها سوى بدعمهن، مثل «مريم الإسطرلابية»، نسبةً للإسطرلاب، أو «فاطمة الفهري»، والتي كان تأسيس جامعة «القرويين» من بنات أفكارها عام 877م، كأول جامعة في تاريخ الإنسانية.

من هؤلاء النساء «غريس هوبر»، التي التحقت بالبحرية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت مهمتها إنتاج كمبيوتر جديد تحت اسم «Mark 1». كانت أول من ساهم في ترويج عبارة ما زالت تستخدم إلى يومنا هذا، للإشارة إلى إزالة الأخطاء في البرمجيات، عقب إزالة حشرة داخل جهاز حاسبها الشخصي. استمرت هذه المرأة في العمل على تطوير أجهزة الحاسب حتى تقاعدها وهي في سن 79 عاماً.

ومنهم العالمة الأمريكية «شيرلي آن جاكسون» في الفيزياء النظرية، تميزت أبحاثها - التي قامت بها منذ السبعينيات من القرن الماضي - بابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم خلال المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي خلال إجراء المكالمة.

مكَّنت ابتكارات هذه العالمة العبقرية في عالم الاتصالات الهاتفية؛ في مساعدة علماء آخرين لاختراع أجهزة «الفاكس»، و»الأسلاك البصرية»، و»خلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية»، وكانت أول أمريكية من البشرة السوداء تحصل على الدكتوراة من معهد ماساشوستس (MIT)، كما كانت أول أمريكية سوداء ترأس جامعة بحثية ذات مستوى عال.

الكل يعلم أن مخترع السيارة هو «كارل بينز»، غير أنها لم تكن لترى النور لولا امرأة.. فقد سيطرت على «بينز» مشاعر من الخوف والتردد لسنواتٍ طويلة، ولم يجرؤ على أن يقوم بتجربة اختراعه، اقترن «بينز» من امرأة تدعى «بيرتا رينجر»، والتي دعمته مادياً ومعنوياً طيلة مراحل التصنيع، وكان دورها في اختراعه للسيارة أهم من دعمها المادي.

في عام 1888م نفذ «بينز» تصميم عربة دون حصان تعمل بالوقود، ولها ثلاث عجلات، ظلت عجلته موجودة دون أن يحاول تجربتها، غير أنه تفاجأ ذات يوم بزوجته؛ وقد اصطحبت ابنيها بالسيارة الأولى من نوعها في العالم، وقادتها مسافة 66 ميلاً، وهي المسافة بين مسكنها ومسكن والدتها، في أول رحلة قيادة سيارة في العالم، كانت هذه الرحلة بغرض أن تثبت لزوجها أن السيارة التي قام باختراعها تعمل بصورةٍ جيدة، وبعدها بدأت زوجته «بيرتا رينجر» في تأسيس شركة «مرسيدس بينز» الشهيرة، والتي لا زالت تعمل حتى يومنا هذا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store