Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

السوشيال ميديا الساقطة!!

A A
في ظلِّ الزَّخم التقنيِّ الذي يعيشه العالم أجمع، أصبحت برامج التَّواصل الاجتماعيِّ، أو ما يُطلق عليها (السُّوشيال ميديا)، أصبحت منبرًا إعلاميًّا لكلِّ فردٍ يستطيع التَّعامل معها دون محاذير قانونيَّة، إلَّا القليل ممَّا تفرضه بعض الدُّول على جوانب بسيطة منها، ومن خلال توفُّر تلك البرامج في أيدي مجتمعاتنا العربيَّة، التي لازالت في حالة تباطؤ ثقافيٍّ لاستيعاب مضامين تلك البرامج الإيجابيَّة والسلبيَّة كان من نتيجة ذلك كلِّه أنَّها بدأت تُفرز الكثيرَ من المحتوى الهابط، الذي تنشره أغلبُ تلك البرامج، ويتلقَّفه المجتمعُ بكلِّ فئاته ودرجات وعيه، وخاصَّةً فئة الشَّباب والأطفال التي أصبحت في حالة إدمانٍ لتلك البرامج، حيث بدأت تلك المحتويات الهابطة تنتشرُ في مجتمعاتنا العربيَّة -تحديدًا- كانتشار النَّار في الهشيم، فكان لها الأثرُ البالغُ على الانحدار الثقافيِّ، والضمور القيميِّ والسلوكيِّ، وساهم في ذلك بدرجة كبيرة بعضُ الإعلامِ الرسميِّ والخاصِّ في تلك المجتمعات، الذي انحدر أيضًا أغلبُ المحتوى المقدَّم من قِبله. وكما نعلم أنَّ أجهزة الإعلام -بمختلف صورها المرئيِّ والمسموعِ والمقروءِ- تلعبُ دورًا هامًّا ومؤثِّرًا في غرس القيم الفاضلة، وغير الفاضلة أيضًا، والسلوكات الحسنة وغير الحسنة أيضًا، بالإضافة إلى دورها في تنمية الثَّقافة المجتمعيَّة في مختلف مجالات الحياة، كما وأنَّها تُعدُّ وسيلةً فعَّالةً لتوجيه الرَّأي العامِّ، وفقَ الظُّروف المحيطة، وبما أنَّ الإعلامَ المرئيَّ يُعدُّ الأكثر تأثيرًا على أفراد المجتمع؛ كونه الأكثر انتشارًا بعد برامج التَّواصل الاجتماعيِّ، وصولًا إلى كافَّة أفراد المجتمع بمختلف مستوياته الثقافيَّة والاجتماعيَّة.

ولعل اللافت للانتباه أن أغلب البرامج التي تعرضها القنوات الإعلامية الفضائية العربية، في هذه المرحلة الزمنية، يجد أنها -وللأسف الشديد- قد انحدرت قيمياً وسلوكياً بدرجة لافتة في تقديم المحتوى الراقي الإيجابي للمشاهدة، حيث غلب على تلك البرامج والمسلسلات التسطيح الفكري والثقافي، والانحدار بالقيم والسلوكات، فأغلب تلك البرامج والمسلسلات لا يمكن وصفها إلا بالتفاهة والسماجة، وهذا بالطبع يعد تغذية سلبية للسلوك المجتمعي.

فما يحدث من هشاشة فكريَّة وثقافيَّة، وتدنٍّ في القيم والسلوكات المطروحة، يستوجب الالتفات له من قِبل جهات الرِّقابة قبل فقد السيطرة على السلوك المجتمعيِّ.

والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store