الحديثة منفذ.. والقريات محافظة

شاهدتُ مقابلةً مع أحد المختصِّين في الإعلام والاتِّصال عبر "بودكاست"، يتناول الإعلام السعوديَّ، ومدى تأثيره محليًّا ودوليًّا.

خلالها، تمَّ تقديم الضَّيف على أنَّه مختصٌّ ومهتمٌّ، وصاحبُ إستراتيجيَّةٍ إعلاميَّةٍ، ولديه آراءٌ وطروحاتٌ حادًّةٌ.

كان الضَّيف -وبكلِّ وضوح في حديثه- يرى أنَّ مُخرجات الإعلام السعوديِّ صفرٌ ثقافيًّا! وهذا -في نظري- كلامٌ جانبه الصَّواب كثيرًا.

لدينا نجاحاتٌ مُميَّزة إعلاميًّا، والنَّماذج كثيرةٌ، ولستُ في وارد الحديث عنها الآن. ما شدَّني هو عدم معرفة الضَّيف بأنَّه لا يوجد في السعوديَّة منفذٌ حدوديٌّ باسم منفذ "القريَّات"، حيث يعتقد أنَّ القريَّات منفذٌ حدوديٌّ!، والحقيقة أنَّ الموجود هو منفذ "الحديثة" مع الأردن.

أحد أبجديَّات الإعلام والتَّواصل، هو المعرفة التَّامَّة بما لديك، وحديث الضَّيف عن الهويَّة والثَّقافة، يعني أهميَّة معرفة حدود هذا الوطن، مُدنه وقُراه، مطاراته وموانئه، وغيرها من الأساسيَّات.

الحديثُ الطويلُ، وجلدُ الذَّات، ونسفُ كلِّ جهدٍ ومنجزٍ، ونقدُ الجميعِ، لا أظنُّ أنَّه شيءٌ جيِّدٌ، ولا يُحقِّق مساحةً لتبادل الطُّروحات البنَّاءة.

الارتقاء بجودة مُخرجات الإعلام السعوديِّ، ومواكبة التَّحديثات والتَّغييرات والمُنجزات التي تعيشها بلادنا، تحتاج طرحًا واقعيًّا، يأخذ الإيجابيَّات والسلبيَّات، ويُعزِّز من هذه، ويبحث عن حلول لتلك.

أخيرًا..

معلومةٌ مهمَّةٌ جدًّا..

منفذُ "الحديثة" يُعدُّ أحد أكبر المنافذ البريَّة في الشَّرق الأوسط، وهو بوابةُ عبورِ الترانزيت الأضخم بريًّا، والذي من خلاله تدخل بضائع "الأردن، وسوريا، ولبنان، وتركيا، ودول الاتحاد الأوروبي"؛ لتصل إلى المملكة، ولبقيَّة دُول الخليج العربيِّ.