Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

ثلاثي الطبيعة.. شكرًا لمحتواكم

A A
قبل حوالى ثلاث سنوات، كتبتُ مقالًا عنوانه: (شكرًا للمصوِّرِين.. أبرزتُم المفاتنَ وأثرتُم القرائحَ)، أشدتُ فيه بجيلٍ جديدٍ من المصوِّرين السعوديِّين «اختصر المملكة -إنسانًا ومكانًا ومقوِّماتٍ طبيعيَّةً- في صورة فوتوغرافيَّةٍ باذخةٍ، أو مقطعِ فيديو مدهشٍ، وزاد على ذلك أنْ أظهر لنا من تلك العناصرِ جماليَّاتها ومميِّزاتها، التي لم تكنْ لتظهر لولا براعتُهُ»، وبواسطة هذا الجيل، «شاهدنَا معالمَ طبيعيَّةً وسياحيَّةً في كلِّ ناحيةٍ من أنحاء المملكة، وكنَّا نظنُّ أنَّ مثل تلك المعالم لا توجد إلَّا في دُول الأنهار، والغابات المطيرة، والجبال ذات التَّشكيلات النَّادرة».

واليوم أجدني أمام جيل سعودي آخر، ذي محتوى إيجابي، عزز قيمة الزراعة والأشجار، والنباتات والبيئة الطبيعية عموماً بكل مكوناتها، وجعلنا ندرك جيداً أهمية الزراعة والمنتجات الزراعية المحلية وقيمتها وفوائدها، من خلال توظيفه لوسائل التواصل التوظيف الأمثل، لينقل لنا الوجه الحقيقي للزراعة والأشجار والنباتات والطبيعة بكل مكوناتها ومقوماتها، وجعلنا نرى مواطن الجمال والإنجاز في وطننا.

المؤكَّدُ أنَّ المنتمِينَ لهذا الجيلِ كثيرُون، لكنَّني سأكتفِي بثلاثةٍ منهم صنعُوا محتوى ذا قيمةٍ عاليةٍ وفائدةٍ تُذكَر فتُشكَر، وهؤلاء الثَّلاثة يُمثِّلُون بقيَّة مجايليهم، والمشتغلِينَ بالهَمِّ ذاتِهِ، وهم: (النَّاشطُ البيئيُّ سعيد السهيمي، والمزارعُ محمد الحشري، والغرِّيدُ يحيى رياني).

سعيد السهيمي شابٌّ طموحٌ، وظَّفَ علاقاتِهِ وطاقاتِهِ ووسائلَ تواصلِهِ الاجتماعيَّة الفاعلة، من أجل تغيير المفاهيم التقليديَّة عن الطبيعة بكل مكوِّناتها، وليقدِّم لنا مفهومًا جديدًا عن الطَّبيعة، جعلها تغدُو على قدرٍ من الأهميَّة، وأوصل رسالةً مفادها: أنَّ الطَّبيعة كنزٌ ومنجمٌ ينبغي المحافظةُ عليه، وتطويره، واستثماره بكلِّ إمكاناتِنَا الماديَّة والبشريَّة، داعمًا في الوقت نفسه كلَّ المبادرات التي تحافظ على البيئة الطبيعيَّة، وترقى بها، ولديه مشتلٌ زراعيٌّ يحتوي على العديدِ من الأشجارِ والنباتاتِ المحليَّة وغيرها، والأهم أنَّ لديه في المشتل (مختبرًا زراعيًّا) كفى به المزارعِينَ والمهتمِّينَ بالأشجار والنباتات عناءَ التجربةِ وطولَ الانتظارِ، حينما يضعُ بين أيديهم خلاصةَ التجربة، ومدى صلاحيَّة العيِّنة للاستزراع، والفوائد المُتوخاةِ منها.

أمَّا محمد الحشري الرجلُّ اللَّطيفُ، فقد استنطقَ -من خلال محتواه القيِّم المفيد- الحبوبَ والثمارَ، وجعلها تُحدِّثنا عن أنواعها وأصنافها وفوائدها وعوائدها، وأثبت لنا -في مزرعته- أنَّ أرضنَا صالحةٌ للاستزراع، وأنَّ خيراتها وافرةٌ، وعطاءها كبيرٌ، وأنَّ القيمة الغذائيَّة لمنتجاتنا المحليَّة تفوقُ غيرها من المنتجات المستوردة، وهو يقدِّم محتواه بطريقةٍ عفويَّةٍ ممتعةٍ ومحبَّبةٍ إلى نفوس متابعيه.

وحين نأتي ليحيى رياني نجدُ لديه محتوًى ذا قيمةٍ عاليةٍ، وجودةً فائقةً، حينما وظَّفه ليفتح أعيننا على كنوزِ وطنِنَا الطبيعيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة بأسلوبٍ أدبيٍّ لطيفٍ. فهو لا يقعُ إلَّا على مَوَاطن الجَمال ومفاتن الطَّبيعة، وصُروح الإنجاز، وميادين التفوُّق، وهو ما أكسبه أهميَّةً بالغةً عند متابعيه.

المقامُ لا يتَّسعُ للتوسُّع حول المحتوى القيِّم لهؤلاء الثَّلاثة، فلهم -ولكلِّ مَن صنعَ محتوًى قيِّمًا- وافرُ الشُّكر، وهكذا ينبغي أنْ توظَّف الشُّهرة والإمكانات للرُّقيِّ بوعي المجتمع وثقافتِهِ، وإبراز مقوِّمات الوطنِ وإمكاناتِهِ وجماليَّاتِهِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store