Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم

من أسرار النجاح

A A
- إحدَى علاماتِ النَّجاحِ الشَّخصيِّ، أنْ تهدفَ أفكارُكَ ودوافعُكَ وأعمالُكَ، إلى التَّأثير بشكلٍ إيجابيٍّ في حياةِ غيرِكَ، وإثراءِ نموِّهم وتطوُّرِهم، وتخفيفِ المُعاناةِ عن المُحيطين بكَ. وفي الحقيقة، يُقاسُ النَّجاحُ الشَّخصيُّ بشكلٍ عامٍّ، بتجنُّب الإضرارِ بالنَّاسِ، ومِن ثمَّ، جبرِ خواطِرِهم بكلِّ وسيلةٍ مُمكنةٍ. وأرى أنَّ هذَا هُو مدارُ الدِّينِ القويمِ الذي يدعمُ الأخلاقَ الإنسانيَّةَ السويَّةَ.

- قد يرى بعضُ النَّاسِ، أنَّ الحياةَ غارقةٌ في العبَثيَّةِ والاحتمالاتِ العشوائيَّةِ.. لكنَّ هذَا لا يمنعُ مِنْ أنْ تُبقِي ذهنَكَ منفتحًا للفُرصِ السَّانحةِ، وبخاصَّةٍ إنْ كنتَ مُستعدًّا لها عن طريق المُثابرةِ والتَّركيزِ في أهدافِكَ. الفشلُ في الحياةِ أمرٌ حتميٌّ، والنَّدم كذلكَ.. توقَّع كلَّ شيءٍ.. لكنَّ النَّجاحَ -أيضًا- من محطَّاتِ الطَّريقِ الثَّابتةِ التي تنتظرُكَ.

- من أهمِّ أسبابِ النَّجاح، اختيارُ الأهدافِ المنشودةِ بوافرٍ من المنطقيَّةِ والواقعيَّةِ، والتَّركيزِ عليهَا بعيدًا عن فخِّ التشتُّت الذي يُلهيكَ عنهَا دونَ وعيٍ.. ومِن الحكمةِ الحرصُ على تقدُّمٍ تدريجيٍّ؛ حتَّى لو يعني هذَا فتراتٍ من السُّكونِ والهدوءِ والمُراجعةِ.. المهمُّ، ألَّا تجعلَ أحدًا يورِّطكَ في دوَّامةِ التشتُّت.. اخترْ معارككَ بِحصافةٍ.

- ستنجحْ عندمَا تتجاوزُ فكرةَ التَّنافسِ، وتتخلَّى عن هوَسِ الغلَبةِ والاستحواذِ.. ستنجحْ حينَ تقنعُ بأنَّ النَّجاحَ له شروطُهُ التي حتَّى لو حقَّقتهَا، فليس مضمونًا أيضًا.. ستنجح عندمَا تأخذُ الأمورَ ببساطةٍ دونَ تعصُّبٍ، وتتعاملُ مع الفشلِ وكأنَّهُ أمرٌ طبيعيٌّ، والنَّجاح وكأنَّه أمرٌ تلقائيٌّ.. أظنُّ ذلكَ كذلكَ!.

- على الرُّغم من أنَّ النَّجاحَ ثمرةُ موهبةٍ، وعواملُ شخصيَّةٍ، إلَّا أنّ الحقيقةَ تُشيرُ صراحةً إلى ضرورةِ توافرِ عوامل خارجيَّةٍ من الصَّعبِ فهمها تمامًا، ولعلَّها نتيجةُ الأقدار السَّعيدة والحظِّ الطيِّب. وهنا أودُّ التَّنبيه، على أنَّ مُعظمَ قصصِ النَّجاحِ المُلهِمةِ واللافِتةِ والمدويَّةِ، هِي استثناءاتٌ وليستْ قاعدةً، ولا تصلحُ واقعيًّا أمثلةً عمَليَّةً مُعتبرةً؛ لتحفيزِ الآخرين على النَّجاحِ والإبداعِ.

- يقولُ الدكتورُ «عبدالوهاب المسيري»: (وقدْ تعلَّمتُ من هذِهِ التَّجاربِ، أنَّ النَّجاحَ والفشلَ في الحياةِ العامَّةِ حسْب المعاييرِ السَّائدةِ ليس بالضرورةِ حُكمًا مُصيبًا أو نهائيًّا، وأنَّ الإنسانَ قد يفشلُ بالمعاييرِ السَّائدةِ، ولكنَّه قد ينجحُ بمعاييرَ أكثر أصالةً وإبداعًا).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store