Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

أزمة (مواقف)..!

صدى الميدان

A A
* من أصعب ما يمرُّ على أيِّ مراجعٍ بحثه عن (موقف) عند أيِّ (مستشفي)، ويزدادُ الأمرُ صعوبةً عندما يكون المريض كبيرًا في السِّنِّ، أو مَن يحتاجُ إلى وضعٍ خاصٍّ في تحرُّكاته، كحاجته إلى مرافقٍ، أو كرسيٍّ متحرِّكٍ.

* إنَّها أزمةٌ (حقيقة)، لا يشعرُ بها إلَّا مَن عاناهَا، خاصَّةً إذا ما وقعَ بين الحاجةِ إلى إيصالِ (المريضِ) إلى العيادةِ، وفي الوقت نفسه ضرورة تحريكِ سيَّارتِهِ بعد إنزالِ المريضِ إلى حيث الموقف (المفقود).

* وإنَّ ممَّا يُستغربُ له أنْ يكون المستشفى (الرَّئيس)، ولم يتم عند (هندسة) بنائِهِ مراعاة هذا الجانب، الذي (يجبُ) أنْ يتناسبَ فيه عددُ مواقف السيَّارات مع حجم، ومكانة المستشفى، وكم الإقبال عليه.

* فهل يُعقلُ أنْ تُشغل النسبة الكُبْرَى من مواقفِ السيَّارات من قِبل الموظَّفين، وذلك لعدمِ وجودِ خيارٍ آخرَ أمامهم، بينما يُترك (المريضُ)، ومرافقُ المريضِ في دوَّامةِ البحثِ عن موقفٍ، في معاناةٍ (تُمرض) السَّليم، فكيف بالمريضِ؟!

* إنَّه واقعٌ أضعهُ بين يدي معالي وزير الصحَّة أ. فهد الجلاجل، مشفوعًا باقتراحِ ضرورةِ فصلِ مواقف (الموظَّفين) عن مواقف (المُراجعين)، الذين هُم (أولى) بالمواقفِ الأقربِ، وهذا يستدعي إنشاءُ مبانٍ خاصَّةٍ بذلك لما هو قائمٌ الآن من المرافق، ومراعاة ذلك، وجعله (أوَّلًا) في جانب الاهتمام عند إقرارِ أيِّ منشأة صحيَّة مستقبلًا.

* كثيرًا ما توجدُ حولَ أيِّ منشأةٍ صحيَّةٍ مساحاتٌ من أرصفةٍ واسعةٍ خاليةٍ، فلماذا لا يُعاد تخطيطها، والاستفادة منها في عمل (مواقف) لسيَّارات المُراجعين؟

* وفي هذا أتذكَّرُ موقفًا (خلَّاقًا) لأسلوب يستخدمه الموظَّفون في (اليابان)، وهو أنَّ الموظَّف الذي يحضرُ مبكرًا يوقف سيارته بعيدًا، تاركًا المواقف الأقرب للمتأخِّر من الموظَّفين، فكيف بنا نحنُ، والحاجة أيُّها الموظَّفُ الكريمُ تستدعِي أنْ تتركَ الموقفَ (لمريضٍ)، أثقُ أنَّك تعلمُ أنَّه أحوجُ منكَ إليه.

* هنالك الكثيرُ من الأفكار (المبتكرة) في شأن تنظيم مواقف السيَّارات، وإنَّ الأخذَ بما يناسب منها مسايرة لتطوُّر عالميٍّ نحنُ في ظلِّ رؤية 2030 نمضي نحو اللحاقِ به، وبخطواتٍ واسعةٍ، وإنَّ حلَّ هذه (الأزمة) ليس بالصَّعب، ولا بالمستحيلِ.

* وفي الشَّأنِ ذاته يُستغرب في تصميمِ بعضِ المواقفِ وجود فاقدٍ كبيرٍ من المساحةِ، أو صعوبة في الاستفادة منها على الوجه المطلوب، وما ذلك إلَّا بسببِ سوءِ التَّصميم، الذي أغفل ما يحتاجُ إليه السَّائق من مساحةٍ عند (ركن) سيارتِهِ، أو مغادرة الموقف، مع ضرورةِ الإشارةِ إلى أنَّ تأثير هذه (الأزمة) يمتدُّ إلى حيث التأثير على (المواعيد)، وما يسبِّبه ذلك التَّأخير من (لغطٍ)، وربكةٍ، وتداخل بين موعد مراجع، وآخر في ذات العيادة، فكيف إذا ما كانَ للمريضِ أكثر من موعدٍ، وما ينتج عن ذلك من (تأخيرٍ)، وطولِ انتظارٍ لا شكَّ في مدى أثره السلبيِّ على المريض.

* إنَّ معاناة البحث عن موقف في أيِّ مكان، وإنْ كانت تمثِّل عائقًا يأخذ من الوقت، والصحَّة، فإنَّ تلك المعاناة تُضرب في أضعافها عندما تكون وجهة (المُراجع) بحثًا عن (الصحَّة)، فإذا به يدخل في معاناةٍ تصطفُّ مع (المرضِ) لتأخذ منها.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store