قبل عشر سنواتٍ، وربَّما أقل أو أكثر، قرأتُ خبرًا يقولُ: (احتفلتِ اليابانُ بإغلاقِ آخرِ إشارةٍ ضوئيَّةٍ مروريَّةٍ)، فقلتُ وقتهَا: إنَّ هذَا الخبرَ من سابعِ المستحيلاتِ، هل هؤلاءُ مجانين؟!.
الآن تعودُ بي الذَّاكرة لهذا الخبرِ القديم، عندما أريدُ أنْ أذهبَ مشوارًا بدون إشاراتِ مرورٍ، أو بواحدةٍ، وإنْ كثرتْ اثنتين، وذلك لانسيابيَّةِ الطُّرق بالمدينة المنوَّرة رغم الكثافة السكانيَّة، فأصبحت مدينةُ الرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مضربَ مثلٍ للزَّائرِ والمقيمِ.ِ
تستطيع أنْ تصلَ لأبعد نقطةٍ خارج المدينة في وقت قياسيٍّ، فتصل من الحرم والمنطقة المركزيَّة لأبعد نقطة بالمدينة المُنيرة خلال ١٥ دقيقةً فقط، ربما ببعض المدن الأُخْرى لا تستطيع أنْ تقطعَ شارعًا بها في ذات الزَّمن.
تطوُّر بالأنفاق والطُّرق، التي أتت بتخطيطٍ مميَّزٍ من أمانة منطقة المدينة؛ لتربط كلَّ الأحياء ببعضها بعضًا، فمهما كان مكان سكنكَ، لا تشيل همَّ المشوار.
وكذلك، التخطيط المروريُّ للملفَّات، والالتفاف بسهولةٍ، ممَّا لا يُعطِّل سيرَ المركباتِ.
للمسؤول علينا حق الإشادة بعمله عندما يستحق، وللمواطن أيضاً حق بأن يلبي المسؤول تطلعاته، فيما يعطيه راحة للنفس، من وسائل ترفيه وحدائق تلبي متطلبات الأسرة.
المدينة المنورة تحتاج الكثير من العمل، وتقنين المشروعات؛ لكي تخدم جميع المحافظات والمراكز التابعة لها.
المدينة المنورة أصبحت أيقونة للجمال، بطرقها وبتخطيطها المتطور.
ولكنْ، بقيَ أنْ تدعمَ البلديَّات في المراكز التَّابعة لمنطقة المدينة المنوَّرة بمواردَ وميزانيَّاتٍ تفِي بتطوير القُرى والمحافظات.
خاتمة:
يقولُ المثلُ: (البعيدُ عن العينِ.. بعيدٌ عن القلبِ).
وفي الأثرِ يا معالي الأمين، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: «لَو عثرتْ بغلةٌ في طريقِ العراقِ، لَسألنِي اللهُ عنهَا لِمَ لَمْ تُصْلِح لهَا الطَّريقَ يا عمرُ؟».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
