Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

قصة نجاح

A A
إن النجاح في الحياة، وتحقيق الكثير من الأمنيات، شيء وارد، يمكن تحقيقه طالما توافرت الإرادة والتصميم لدى الشخص، مهما كانت ظروف الحياة الصعبة والسيئة التي يعيشها؛ «جيم باتيسون» كان يحيا حياة بائسة.. ولد في كندا.. لم يرث ثروة، ولم يكمل تعليمه، ولم تبدو عليه أي مهارات خاصة، اللهم إلا إذا اعتبرت أن البراعة في توزيع الصحف -وهو في سن الطفولة- تمثل مهارة خاصة...! عمل كحامل حقائب في إحدى الفنادق المتواضعة، ثم عمل في مزرعة لقطف الفواكه، ثم عمل على توزيع الفواكه والبذور على المنازل.

قام ببيع الكعك والحلويات لزملائه في المدرسة؛ ليحصل على بعض المال، وأيضاً عمل (كسائس للسيارات) في المواقف العامة، ثم شارك كعامل بناء في مشروع بناء جسر في المدينة، ثم التحق بوظيفة عامل في شركة للتعليب والتغليف، وأيضاً عمل كنادل في مطعم تابع للسكك الحديدية.

الحقيقة أنه جرب كل المهن المتواضعة تقريباً ولم يترك منها شيئاً؛ حتى وصل به الأمر للعمل في مهنة متواضعة أخرى كعامل في ورشة سيارات مستعملة، كان دوره هو غسيل السيارات.. وهذه المهنة تحديداً -من بين كل المهن التي شغلها- هي التي جعلت حياته كلها تتحول رأساً على عقب.

في أحد الأيام، غاب الموظف المسؤول عن بيع السيارات المستعملة عن العمل، وتم تكليف «باتيسون» بالجلوس مكانه فقط لمتابعة الطلبات، فاستغل «باتيسون» الفرصة، وقام ببيع إحدى السيارات المستعملة بصفقة جيدة جداً، وكانت هذه المحطة تحديداً هي رحلة انطلاقته لعالم بيع وشراء السيارات المستعملة، فحصل على قرض من إحدى البنوك، ثم أقنع مسؤولي شركات السيارات في عقد شراكة معه؛ لافتتاح معرض بيع سيارات مستعملة.

بعد عدة شهور، حقق نجاحاً هائلاً، وإقبالاً كبيراً من الجمهور، وتدفقاً مالياً ضخماً جعـل ثروته تتضخم.. لدرجة أنه قام بافتتاح سلسلة محال سوبر ماركت.. ثم أتبعها بافتتاح شبكة إذاعية.. ثم بدأ في مجال الإعلام، وقام بتأسيس شركة إعلانات.

ثمّ وسع نشاطه أكثر؛ ليشمل شركة صيد أسماك، وشركة شحن، وشركات تمويل، واستحوذ على نادي فانكوفر بليزر للهوكي.. بل وافتتح معرض فانكوفر العالمي، ثم استحوذ على عدة شركات في كافة المجالات، ومع ذلك؛ لم ينس أبداً أيامه الأولى الصعبة، فاعتُبر من أكثر المتبرعين في كندا بالملايين للمؤسسات الطبية والمنظمـات المختلفة، وخصص 10% من كل ثروته للأعمال الخيرية.

«جيم باتيسون» الآن في منتصف الثمانينيات من عمره، ويعتبر أغنى ملياردير في كندا على الإطلاق، بصافي ثروة تزيد على (9) مليارات دولار، ويعمل في مجموعة شركاته أكثر من (33) ألف موظف.

لم يكن الأمريكي الشهير «جوزيف كامبل» مخطئاً عندما قال عبارته الشهيرة: «من العفن تنبثق الحياة».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store