Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم

الوقتُ.. قصيرٌ جدًّا

A A
- حين يُقبِل عقلُكَ وقلبُكَ على القراءةِ والاطِّلاع، فاستغلَّ إقبالَهمَا بقراءةِ الكُتبِ الجيِّدةِ ذاتِ الحكمةِ؛ والمعرفةِ الشَّاملةِ العميقةِ.. لا تضيِّع وقتكَ في قراءةِ الكُتبِ الغبيَّةِ ذاتِ المحتوى الرَّديءِ.. فحين يقفُ الأمرُ على المعرفةِ والعُلومِ، لا وقتَ للعبَثِ.

- لا تبحثْ عن مدينةِ أفلاطون.. المُدنُ ليستْ فاضلةً.. لا تنتظر المُخلِّصَ.. لا يوجد مُخلِّصٌ.. إنَّه أُسطورةٌ.. لن يأتيَ أحدٌ لإنقاذِكَ.. انقِذْ نفسَكَ.. واستمتعْ باللَّحظةِ.. لا يُوجدُ وقتٌ!.

- لم أعُدْ أهتمُّ بتصويرِ اللَّحظاتِ الجميلةِ.. بل أعيشُها فحسْب.. فحتَّى الذِّكريات السَّعيدة، لا تخلُو من الحنينِ، أو النَّدمِ.. ستفهمُ ما أعنيهِ يومًا ما. تقولُ السيِّدة «فيروز»: (بيقولوا الحُب.. بيقتلِ الوقْت.. وبيقولوا الوقْت بيقتلِ الحُب.. يا حبيبي.. تعا تا نروح.. قبل الوقْت.. وقبل الحُب).

- المرحُ الآنيُّ.. البهجةُ اللَّحظيَّةُ.. الانغماسُ في الثَّواني.. الاستمتاعُ بما تملكُه الآن، والآنَ فحسْب.. من أهمِّ أسرارِ السَّعادة وتجنُّب الشَّقاءِ. استمتعْ بوقتِكَ لأقصى حدٍّ.. بلا ضرَرٍ ولا ضِرارٍ، باللَّحظةِ.. فأنتَ لا تملُكُ غيرَها.. وقتُكَ قصيرٌ.. وفي الحقيقةِ.. لا يُوجد وقتٌ!.

- الوقتُ الذي تمضيهِ هادئًا مُطمئنًا، مُنعزلًا عن النَّاس، لا تفعل فيه شيئًا.. أو تقضيهِ في التَّداوي بالموسيقى والتَّشافِي بالطَّرب، أو اللَّعبِ مع القِطط، أو الخلودِ للنَّوم العميقِ من غيرِ تحديدِ وقتٍ للاستيقاظ، وقتٌ غيرُ ضائعٍ على الإطلاق.

- كُنْ كمُسافرٍ يهتمُّ بحُجرتِهِ في فندقٍ؛ وقتَ مُكوثِهِ فيها عدَّة أيامٍ فقط.. هذا ما لديكَ وهو ما تملُكهُ مُؤقَّتًا.. قبلَ أنْ ترحلَ وتنتقلَ إلى محطَّةٍ أُخْرَى، ثمَّ تعودُ من حيثُ أتيتَ.. إلى مستقرِّكَ الأخير، عندَ خالِقكَ وصانِعكَ.

- إنَّني أخشَى الهدْرَ.. الاستنزافَ.. ضياعَ الوقتِ والجَهدِ على ما لا يُمكن تعويضُه ولا الإفادةُ منه. لم يعُدْ لديَّ طاقةٌ للتَّبريرِ ولا التَّفسيرِ، ناهيكَ عن النِّقاش والجدَل.. ما بقيَ لي من الوقتِ لا يكادُ يكفينِي للنَّومِ، والتأمُّل، والقراءةِ، وسماعِ الموسيقى!.

- الحقيقةُ التي تُطاردنِي.. أنَّ كلَّ شيءٍ يموتُ، يفنى وينتهي.. لا فائدةَ.. لا شيءَ في الحقيقةِ يهُمُّ.. الجميعُ سيندثرُ، حتَّى الأطلال، والذِّكرى والأَثَر.. ففي النِّهاية، تصيرُ أنتَ وما يهمُّكَ، نَسْيًا مَنْسيًّا.. إنَّها مسألةُ وقتٍ.. ووقتي قصيرٌ.. وأنا تعبتُ.. وأودُّ لو أنام.. أنام للأبدِ.. تُصبحُونَ على خيرٍ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store