وقال فضيلته " سعادة المتقين، وفوز الفائزين، وحظوة المهتدين برضوان رب العالمين، والظفر بإكرامه وحسن مثوبته، وجميل بره وألطافه، مبتنى على القيام بالتكاليف التي أمر الله بها، وأوجبها على عباده، وفرضها على عموم خلقه، وهي التي جاءت الإشارة إليها في قوله عز اسمه: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، ظلومًا لنفسه عندما عصى ربه ومولاه، ولم يقم بما افترض عليه، جهولًا بعاقبة تفريطه وما يلحقه من عقاب، بسبب إخلاله بما التزمه وائتمن عليه، من أوامر أُمر بها، ومناهي نُهي عنها".
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: لا تفشوا الأسرار مهما كانت ولو كانت بينكم وبين أزواجكم (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/L34PwZw5dI
وأشار فضيلته إلى أن من الأمانات التي أُمر العبد بأدائها، والقيام بمقتضاها: الجوارح التي خلقها الله تعالى فيه، وجعلها طيعة له، تأتمر بأمره، وتحقق له مراده، وتوصله إلى غايته، فيجب عليه أن لا يستعملها إلا في ما يرضي به ربه، بإطاعة أمره، وباجتناب نهيه، والحذر من أسباب سخطه وموجبات عقوبته؛ فإن استعمل هذه الجوارح المسخرة له في معصية الله عز وجل، وجعل منها أداة ووسيلة إلى ركوب الخطايا واجتراح الآثام، وسببًا لاستجلاب غضبه سبحانه واستنزال سخطه واستحقاق عقابه، فقد خان بذلك- الأمانة، وجنى الحسرة والندامة، يوم تشهد عليه جوارحه بما قدمت يداه، من الإمانة حفظ الودائع التي يستودعها بعض الناس عند بعض، وأدائها وردها إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، امتثالًا لأمر الله تعالى برد الأمانات وأداء الودائع إلى أصحابها، في قوله تعالى ذكره: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: تجنبوا ركوب الخطايا بالحواس والجوارح التي وهبها الله لكم (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/RX7Lc2L0Ju
وأكد الشيخ خياط على أن الأمانة أعم من ذلك، وأجمع لمعان وأبواب كثيرة، فمنها أمانة الإنسان على نفسه، بكمال حرصه على القيام بما أسند إليه من واجبات، وما أوكل إليه من مهمات، وهو يستلزم الإخلاص في عمله، بإجادة واتقان، تستلزمان المواظبة والمتابعة والتطوير للقدرات، وحسن الاستثمار للمواهب، والتوظيف المناسب والمسؤول للموارد، والحذر من تبديدها في غير ما جعلت له، أو إضاعتها فيما لم تسخر له أو توجه إليه، وقد أثنى الله على القائمين على أماناتهم، بالرعاية والعناية والاهتمام، وكمال الإخلاص في الأداء، ووعدهم بنزول الجنة دار كرامته، فقال: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ، وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ومنها يا عباد الله أن لا يستغل المرء منصبه لجر مغنم شخصي له، أو لمن يلوذ به من أقارب أو معارف أو أصدقاء بغير استحقاق، كمن يستغل منصبه في تضخيم ثروته بالطرق غير المشروعة، والوسائل المحرمة، كالرشوة وغيرها من وسائل استغلال النفوذ، فكل ذلك من خيانة الأمانة التي ائتمن عليها، وأمر بحفظها، وأوكل إليه أمر صيانتها ورعايتها، وهو من "الغلول" المحرم، المتوعد عليه بالوعيد الزاجر الوارد في الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه وابن خزيمة في صحيحه بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ استعملناهُ على عملٍ فَرزقناهُ رزقًا ، فمَا أخذ بعدَ ذلكَ فَهوَ غلولٌ"، وقد قال الله تعالى: وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: أبواب الأمانة كثيرة فالزموها وأخلصوا فيما يوكل إليكم من أعمال وواجبات (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/10yLIRO6El
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الأمانة التي يجب حفظها: ما يجري في المجالس من أحاديث تتضمن أسرارًا وأخبارًا وغيرها، فلا يصح إفشاء سر منها، بإخراجه من دائرة المجلس المحدودة الضيقة، إلى دائرة العلن، فيشيع بين الناس، وربما ترتب عليه ضرر بالغ وفساد كبير ، ومن ذلك أيضًا: إفشاء سر من ائتمنك على سره، وفي مقدمة ذلك ما يكون بين المرء وزوجه، مما يفضي به أحدهما إلى الآخر، فإن التحدث به وإفشائه خيانة للأمانة، لما يترتب عليه من شرور ومفاسد عظيمة، ولذا كان من أعظم الأمانة عند الله، موضحاً انه يجب الحفاظ على الأمانات، وأدائها بمختلف أنواعها، سواءً منها ما كان لله تعالى مما فرضه وأوجبه، أو كان حقًا للعباد كالودائع والعقود وسائر المعاملات، فإن الحفاظ عليها وأدائها: آية إيمان العبد، ودليل صدقه، وبرهان تقواه.
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: ابتعدوا الرشوة واستغلال مناصبكم العملية وخيانة أماناتكم (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/gW9SWXIWKt
وأفاد فضيلته أن من إتصف بصفة الخيانة فإن مصيره مرعب، ومآله قبيح، وعاقبته سيئة، ولا يصح إغماض الأجفان عنه، أو الاستهانة به، أو الإقامة عليه، وأن الأمانة في الإسلام واسعة الدلالة، وتشمل جوانب حياتنا كلها، وتلازمنا في علاقاتنا بخالقنا، وعلاقاتنا بأُسرِنا، وبمجتمعنا الذي نعيش فيه، والواجب تجاهها: شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه، وإدراكه بأنه مسؤول عنه أمام ربه، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ راعٍ ومَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ راعٍ وهو مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِها راعِيَةٌ وهي مَسْؤولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ في مالِ سَيِّدِهِ راعٍ وهو مَسْئؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ".
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: تجنبوا استغلال مناصب أقاربكم للوصول إلى غاياتكم الدنيوية (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/N0xkVnPWzh
وأبان فضيلته أنه كل ما وهبنا الله من نعم، وما أفاض علينا من من، أمانة بأيدينا، لا ينبغي أن نفرط فيها، فحواسنا التي أنعم الله بها علينا أمانة، وما حُبينا به من أزواج وأموال وأولاد أمانة، فيجب أن نستخدم كل ذلك في قربات الله ومرضاته، وأن لا ننحرف بواحد منها عن طريقة الصحيح الذي أراده الله، وأمر به وحث عليه.
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: احذروا "الغلول" المحرم أي هدايا المنصب والعمل (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/H4GMbT2aRF
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_الحرام أسامة خياط: اللهم احفظ إخواننا المسلمين في فلسطين واكفنا أعداءك وأعداء ديننا (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/oDax14FyVD
وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم بتقوى الله تعالى حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى أوجد الخلق وفاضل بينهم فأقربهم الأنبياء ثم الذين يلونهم وأن زوجاته صلى الله عليه وسلم هن خير النساء وأن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما هي أحب نسائه إليه .
وأوضح أن من سنة الله تعالى ابتلائه لعباده ففي الحديث سئل البني صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاءً قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
وقال فضيلته : إن ما حدث في حادثة الإفك وما وقع فيها لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في طريق العودة من غزوة بني المصطلق، حين نزلت من هودجها لبعض شأنها، فلما عادت افتقدت عقدًا لها، فرجعت تبحث عنه، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنَّها فيه ، وحين عادت لم تجد الرَّكْب، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها بعد أن يكتشفوا غيابها، وصادف أن مرَّ بها أحد أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه، فحملها على بعيره، وأوصلها إلى المدينة..
وأضاف : استغل المنافقون هذا الحادث، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة، وأن الذي تولى ذلك عبد الله بن أبي بن سلول، وأوقع في الكلام معه ثلاثة من المسلمين: هم مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحَمنة بنت جحش.. فاتُّهِمت أم المؤمنين عائشة بالإفك.
#فيديو ..
— صحيفة المدينة (@Almadinanews) February 2, 2024
خطيب #المسجد_النبوي عبدالمحسن القاسم: صونوا سمعكم وألسنتكم عن أعراض الناس (الإخبارية)#صحيفة_المدينة pic.twitter.com/QGCJi8A6Cb
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي بالقول : أوذي النبي صلى الله عليه وسلم بما كان يقال إيذاء شديدًا، وصرح بذلك للمسلمين في المسجد، حيث أعلن ثقته التامة بزوجته وبالصحابي ابن المعطل السلمي، وحين أبدى سعد بن معاذ استعداده لقتل من تسبب في ذلك إن كان من الأوس، أظهر سعد بن عبادة معارضته؛ بسبب كون عبد الله بن أبي بن سلول من قبيلته، ولولا تدخل النبي صلى الله عليه وسلم وتهدئته للصحابة من الفريقين، لوقعت الفتنة بين الأوس والخزرج.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن حادثة الإفك كادت أن تحقق للمنافقين ما كانوا يسعون إليه من هدم وحدة المسلمين، وإشعال نار الفتنة بينهم، ولكن الله سلَّم، وتمكن الرسول صلى الله عليه وسلم بحكمته -وهو في تلك الظروف الحالكة- أن يجتاز هذا الامتحان الصعب.
وأكد أن من بين الفوائد المترتبة على هذه الحادثة، تشريع حد القذف وأهميته في المحافظة على أعراض المسلمين، فعندما وقعت حادثة الإفك أراد الله -عز وجل- أن يشرع بعض الأحكام التي تسهم في المحافظة على أعراض المؤمنين.
وأفاد فضيلته على أن لا يظن بأهل الخير والعفاف إلا خيراً قال جل من قائل ((لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ )).
وختم بالقول إن صون اللسان والسمع عن أعراض المسلمين راحة للبال و جالب للسعادة وسلامة للصدر ورضا لرب العالمين.