Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

السيف.. صديقي

A A
عندما تتقدَّمُ بك السُّنون، وتعودُ إلى ذكرياتِكَ، إلى أيَّام ما كان، وما لنْ يعودَ، تُراجعُ كشفَ حساباتِكَ، مَن ومَن، ومَا كان يجبُ، ومَا كان لا يجبُ أنْ يكونَ.

في هذا العالمِ يجبُ، إنْ كنتَ تريدُ لنفسِكَ راحةَ البالِ، أنْ لا تكونَ كشعرةِ معاوية، التي تُرخيهَا إنْ شُدَّتْ، أو تشدُّها حين ترتخِي.. بل يجبُ أنْ تعاملَ النَّاس بطيبِ خاطرٍ، وبحبلٍ مرخيٍّ على طول الزَّمان، وما تريدُ أنْ يستمرَ فيستمر، وما تريدُ ألَّا يستمر، عليكَ أنْ لا تخسره نهائيًّا، وتقطع حبال الودِّ.

لاشكَّ أنَّ هناك في حياة كلِّ إنسان -خارج العائلة- أُناس مؤثِّرين، ذكراهُم لا تُمحَى مهما تقدَّمت السُّنون، أو تقادمت الأيَّامُ.. ليس شخصًا واحدًا، أو صديقًا واحدًا، فلكلٍّ منزلتُهُ.

هناك مَن تبوحُ له بأسرارِكَ، وهناك مَن تشكُو له همًّا عابرًا، وهناك مَن تأنسُ بجلستِهِ، وهناك مَن إذا طلبتَ منهُ خدمةً من مكانٍ ما، يقولُ: أبشرْ وتمْ، وهناك مَن إذا دعوتهُ أجابَ دعوتكَ، ولو كانَ على بُعدِ آلافِ الأميالِ.

هي ذكرياتٌ عابرةٌ أحيانًا، تودُّ أنْ تكتبَ عن صديقٍ أو أخٍ؛ لتشعرَهُ بمكانتِهِ لديكَ، أو لتشكرَ الزَّمان على صداقةٍ استمرَّت، وما زالتْ تعانقُ السَّحاب، وتمتدُّ إلى ما لا نهاية.

الرياضة مجال جميل لتكوين مجتمعك وصداقاتك، فهي تجمع الفرسان من الحكام واللاعبين، وأيضاً مسؤولي الأندية والجماهير، وتسعد عندما يكون لك أصدقاء تهاتفهم أو تزورهم أو يزورونك، تحضر مناسباتهم، ويحضرون مناسباتك.

وإنْ كتبتُ اليومَ، فلابُدَّ أنْ أذكرَ أخًا لم تلدْهُ أُمِّي، وصديقًا من المطارِ عرفناهُ، ومن الرِّياضةِ توطَّدت العلاقةُ بيننا، ليسَ أنَا فقط، بل هُو صديقُ الكلِّ، رجلٌ يخدمُ الجميعَ، وبدونِ مصالحَ، يفرحُ بالضَّيفِ فتجده مستبشرًا ومهلِّلًا بالجميع، من الصَّعب أنْ تصلَ إلى العاصمةِ الرِّياض، ولا تصلُ إليه، وإنْ دعوتَهُ أجابَ دعوتكَ.

رجلٌ بسيطٌ رغم مكانتِهِ الاجتماعيَّة العاليةِ، امتدَّت صداقتنَا أكثرَ من ربعِ قرنٍ ومازالت، لم نختلفْ يومًا، ولكنْ قد لا نتَّفق على كلِّ شيءٍ.

رجلٌ خبيرٌ رياضيٌّ كبيرٌ، يُعطيكَ النَّصيحةَ التي لا تخطئُ هدفَهَا أبدًا.

موسوعةٌ رياضيَّةٌ ذُو علاقاتٍ ممتدَّةٍ في جميع أرجاءِ الوطنِ بكلِّ اتِّجاه، لا تجدُ عندَ سيرتِهِ إلَّا كلمة و(نعم) بأبِي بندر.. إنَّه صديقِي الذِي أفتخرُ بهِ وبدونِ ألقابٍ، إنَّه: خالد بن عبدالله السيف.. أحببتُ اليومَ أنْ أكتبَ عن صديقٍ، فوجدتُ قلبي وقلمي يتَّجهان نحو الرِّياض الحبيبة، التي بها الكثيرُ من الأصدقاءِ، خاصَّةً بالوسط الرِّياضي، فكانَ صديقُ الوفاءِ أحقَّ بكلمةِ وفاءٍ منِّي.. يأتي إلى المدينةِ، وأكونُ الأوَّل عندَهُ، يعرفُ بيتي، بل يعرفُ مكانُه في قلبِ عائلتِي، فيكرمنِي دومًا بزياراتِهِ، علاقاتنَا أسريَّة، حيثُ يملكُ عائلةً رائعةً، وإذا عرفت سرَّ كلِّ هذا، تجده عندَ أم بندر -حفظها الله- فوراء كلِّ رجلٍ عظيمٍ امرأةٌ، لم تأتِ من فراغٍ.

* خاتمة:

أحمدُ اللهَ على وجودِ الكثيرِ من حكَّام كرةِ القدمِ من زملاءِ قدامى، ممَّن زرعُوا لهم في القلبِ محبَّةً في كافَّة مناطق المملكة، أُرحِّب بهم بمدينتِي، وأفرحُ بهم كذلكَ، هُم أهلُ محبَّةٍ وتقديرٍ، من الصَّعب ذكرهم جميعًا، ولكنَّهم يعرفُون تقديرَهم عندنَا، وكذلك من الحكَّام الإخوانِ والأبناءِ ممَّن نعتزُّ بمزاملتِهم بالعملِ التَّحكيميِّ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store