Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

تطوير الرياضة.. مشروع وطن

A A
عندما أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن دعمه للبرامج الرياضية، وأطلق المشروع الرياضي، انبهر العالم بهذه الخطوات القادمة من أرض الجزيرة، والتي تتماشى وتتواكب وتتلاقى مع المشروعات الأخرى، والعربات المُتلاصقة في «قطار الرؤية»، والتي لا تنفصل بعضها عن بعض.. فمنظومة العربة المُناط بها تطوير الثقافة والسياحة، لا تختلف دعماً، ونهجاً، وأسلوباً عن العربة المُناط بها تطوير الرياضة، والاقتصاد، والمُجتمع بشكلٍ عام، وهنا مربط الفرس، والنقطة المحورية التي يجب أن يعيها المجتمع وأفراده.

يجب أن «نعي» و«نفهم» و«ندرك» جميعاً، كباراً وصغاراً، فتيات وشباب، أن منظومة الوطن (جزء لا يتجزأ)، وأن المستقبل يتمحور حول دوائر مترابطة من العمل الجماعي، لا يجوز فصل عربة عن أخرى، ولا قطار عن آخر، بل إنها قوافل من العطاء والمشاريع والدوائر المتماسكة، لتكون نبراس للإستراتيجية الوطنية القادمة، والنهج في التعامل مع المُنعطفات الإيجابية في أعوامنا القادمة.

فالبناء لمشروع «نيوم»، و«القدية»، و«المربع» و«البحر الأحمر»، يتواكب ويتوافق مع بناء الملاعب والصالات واستضافة الرياض وجدة وبقية المناطق للأحداث العالمية، من رالي حائل إلى فورميلا جدة والعُلا، واستضافة السوبر العالمي، من إيطاليا وإسبانيا، وإقامة المباريات والمنافسات العالمية في شتى المجالات.. منها على سبيل المثال لا الحصر: تنظيم بطولات العالم في الخيل والقفز، وبطولات العالم في الملاكمة والمصارعة وغيرها، وهنا أعود إلى القول: إنها منظومة مترابطة، كلٌّ في مجاله، يعطي الفائدة للوطن.. ومن هنا ولأجل هذا الحراك، سنستضيف إكسبو 2030، وكأس العالم 2034، وقبلها كأس آسيا، والمؤتمر العالمي للسياحة، ومؤتمرات ثقافية واقتصادية واجتماعية.

إذاً المنظومة واحدة، والوطن وبرامجه واحد، لا يختلف برنامج عن آخر، بل مُكملات لبعضها البعض.. ومن أهمها (وأبرزها الآن)، والذي يلامس المئات من الفئات في المجتمع (المشروع الرياضي)، الذي جاء بنجوم العالم إلى هنا.. وهم الآن في ملاعبنا، يُشاركون في أنديتنا، ويُقدِّمون دروساً للاعبينا، ويحظون باحترام كافة أطياف المجتمع مع اختلاف الميول، ويُقدِّمون رسائل سياحية، ويبعثون للعالم كيف هي المملكة العربية السعودية.

أتمنى وأرجو من الاخوة والأخوات أن يفهموا ويعلموا ويتعايشوا مع الواقع، وأن هذا المشروع ليس مشروع أندية، بل مشروع وطن، وأننا في البدايات، فلا تجعلوا اللاعب الفلاني العالمي (يطفش) من تصرفاتكم وأفعالكم بسبب أنديتكم.. ارتقوا بالفكر، واحذروا من إهانة اللاعب وتطفيشه، كون ميولكم أكبر من الوطن ومشروع الوطن.

أتمنى من القائمين على الرياضة بث برامج ورسائل توعوية لكافة الجماهير الرياضية بهذا الخصوص.. وأننا أمام وطن.. ولسنا أمام أندية، لسنا أمام «هلال ونصر»، ولا أمام غيرهما، بل أمام تحدٍ لإنجاح مشروع الوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store