في ذكرى التأسيس: نستلهم البدايات ونزهو بالمنجزات (2-2)

تفاصيلُ كثيرةٌ تؤكِّدُ مضي المملكةِ في مسيرتِهَا التَّنمويَّةِ الفريدةِ، وريادتهَا في مختلفِ الأصعدةِ، في ظلِّ ما تتمتَّع به قيادتُنَا الحكيمةُ من رؤيةٍ صحيحةٍ في إدارةِ الدَّولةِ، والارتقاءِ بهَا على سلَّمِ النموِّ والازدهارِ، وتحقيقِ سُبلِ الحياةِ الكريمةِ للمواطنِينَ وتعزيزِ جودةِ الحياةِ لديهم، ودعمِ تمكينِ المرأةِ التي وصلتْ نسبةُ مشاركتِهَا في سوقِ العملِ 30%، إضافةً إلى الاستمرارِ في إصدارِ الأنظمةِ والقراراتِ المتوائمةِ مع متطلَّباتِ المرحلةِ، كنظامِ المعاملاتِ المدنيَّةِ، ونظامِ حقوقِ الأشخاصِ ذوي الإعاقةِ.

إنَّ تنويعَ القاعدةِ الاقتصاديَّةِ، ومصادرَ الدَّخلِ ضمِنَ لبلادِنَا الصمودَ أمامَ المتغيراتِ الاقتصاديَّةِ، وجاءَ إطلاقُ 4 مناطقَ اقتصاديَّةٍ خلال عام 2023 ليؤكِّد الحرصَ على تنويعِ الاقتصادِ السعوديِّ وتحسينِ البيئةِ الاستثماريَّةِ.

وقد جاءَ نظامُ صندوقِ التَّنميةِ الزِّراعيَّةِ، ونظامُ المساهماتِ العقاريَّةِ والمخططِ العام للمراكزِ اللوجستيَّةِ ليؤكد الحرصَ على تنويعِ مصادرِ الدَّخلِ، ومواكبةِ النموِّ الاقتصاديِّ والاستثماريِّ في المملكةِ التي تقدَّمت 17 مرتبةً في المؤشِّرِ اللوجستيِّ العالميِّ الصادرِ عن البنكِ الدوليِّ لتصلَ إلى المرتبةِ الـ38 من 160 دولةً.

إنَّ ممَّا نفخرُ به في منظومةِ التطوُّرِ والتَّغييرِ تلكم التَّحولات الكُبْرى التي لامست القطاعَين الصحيَّ والتعليميَّ، حيث أضحت المملكةُ في القطاعِ الصحيِّ وجهةً لفصلِ التوائمِ السياميَّةِ، وإجراءِ كُبْرَى العمليَّاتِ الجراحيَّةِ، كما يحظَى قطاعُ التَّعليمِ بجُلِّ اهتمامِ القيادةِ من أجلِ تطويرِ قدراتِ ومهاراتِ أبنائِنَا وبناءِ أجيالٍ تتمتَّع بمعارفَ ومهاراتٍ عاليةٍ وقدرةٍ على المنافسةِ عالميًّا، مع تهيئةِ البيئةِ التعليميَّةِ المناسبةِ والفاعلةِ في تحقيقِ تنميةٍ اقتصاديَّةٍ شاملةٍ ومُستدامةٍ. لذا لمْ نستغربْ من ذلكم التقدُّم الملحوظِ في المؤشراتِ المتعلِّقةِ بالتَّعليمِ والبحثِ والابتكارِ ضمن تقريرِ الكتابِ السنويِّ للتنافسيَّةِ العالميَّةِ لعام 2022م.

كما نفخرُ أيضًا بالنقلةِ الثقافيَّةِ الملحوظةِ في بلادنَا والتي تمخَّضَ عنهَا إعلانُ لجنةِ التُّراثِ العالميِّ التابعةِ للأممِ المتَّحدةِ للتَّربيةِ والعلومِ والثقافةِ اعتماد المملكةِ بالإجماعِ رئيسًا للجنةِ التُّراثِ العالميِّ.

إنَّ هذَا الحِراكَ الاقتصاديَّ والاجتماعيَّ والسياسيَّ، يجسِّدُ خطواتِ التطوُّرِ المتناميةِ، وحجمَ الطفرةِ التنمويَّةِ التي تعيشُهَا بلادُنَا، والمتزامنة مع حجمِ الطُّموحِ والعملِ الدؤوبِ.

ولا يسعنِي في ذكرَى يومِ التَّأسيسِ إلَّا أنْ أرفعَ أسمَى آياتِ التَّهانِي لمقامِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ، وسموِّ وليِّ عهدِهِ الأمينِ، والأُسرةِ المالكةِ، والشَّعبِ السعوديِّ الوفيِّ، ونسألُ اللهَ أنْ يحفظَ بلادَنَا وقيادتَنَا وشعبَنَا الأصيلَ، وأنْ يديمَ علينَا نعمَهُ وآلاءَهُ.