Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

القوة الناعمة

A A
حِراكٌ اجتماعيٌّ، ثقافيٌّ، اقتصاديٌّ، سياسيٌّ، سياحيٌّ، إعلاميٌّ، تشهده الرياض منذُ سنواتٍ طويلةٍ، ونحنُ -وللهِ الحمدُ- نعيشُ «الحِراكَ العالميَّ» بأكملِهِ، وتتكاثرُ الوفودُ العربيَّةُ، والعالميَّةُ، لتحطَّ رحالَهَا في الرِّياض؛ لتشاركَ في المحافلِ الدوليَّةِ، وتتقاسمَ المعرفةَ، والإنتاجَ، والاستثمارَ مع نظرائِهَا حولَ العالمِ للاستفادةِ القُصوَى من «الحِراكِ السعوديِّ» بشتَّى أبوابِهِ وطُرقاتِهِ.. ومن هُنا جاءتْ فكرةُ «المعارضِ»، و«المنتدياتِ» و«المؤتمراتِ»، وجذْب العالم، من بابِ الاستثماراتِ وأصحابِ رؤوسِ الأموالِ والعقولِ، و«الإعلاميِّين»، والمؤثِّرين، ودعوتهم إلى المملكةِ، ومشاركاتهمْ لتكونَ الرِّياضُ انطلاقتَهُم، ليشاهدُوا حجمَ التَّغييرِ، وكيفيَّةَ التَّغييرِ، وتمكينَ «التَّغييرِ الإيجابيِّ»، وكيفيَّةَ البناءِ والنهضةِ، وأساليب التَّنميةِ والحضارةِ القادمةِ، مع الاعتزازِ بالتَّاريخِ والأصالةِ، ودمجهمَا ببعضِهمَا البعضِ؛ لتكونَ نواةً للانطلاقاتِ نحوَ مستقبلٍ واعدٍ.

في الفترةِ الأخيرةِ، احتضنت الرِّياضُ العالمَ؛ بمنتدياتٍ عالميَّةٍ متنوِّعةٍ، منها الاقتصاديُّ، والرياضيُّ، والإعلاميُّ، والذي هو بمثابةِ القوَّةِ النَّاعمةِ لكافَّةِ الشعوبِ والحكوماتِ حولَ العالمِ.

التقيتُ صديقًا قديمًا -حديثًا- كانَ أحد المُشاركِين في المُنتدَى الإعلاميِّ، (تركيَّ الأصلِ والجنسيَّةِ)، فقالَ لي بالحرفِ الواحدِ: «نحنُ قدَّمنَا أنفسنَا إلى الخليجِ من خلالِ الدرامَا، (القوَّة النَّاعمة)، ومن خلالِها تلقيتُم المعلوماتِ عن تركيا، وزادت السِّياحةُ لدينَا.

تناقشتُ مع مسؤولٍ أوروبيٍّ (متخصصٍ في الدِّراساتِ الإعلاميَّةِ والإنسانيَّةِ)، لاحظتُ تركيزَهُ على (القوَّةِ النَّاعمةِ)، وأثرهَا على بثِّ الرَّسائلِ، وكيفَ أنَّ الغربَ -على وجهِ التَّحديدِ- استخدمهَا كثيرًا عبرَ المسلسلاتِ والأفلامِ، وأنَّ أكثرَ من 60% من الإنتاجِ السينمائيِّ يكونُ (ذا طابعٍ سياسيٍّ موجَّهٍ)، ويحملُ أجندةً وأيدولوجيا معيَّنةً، تستهدفُ الشعوبَ والحكوماتِ العالميَّةَ.. سواءٌ الشَّعب العربيَّ أو غيرَه من الشُّعوبِ، وكيفَ تأثَّرت اليابانُ، واحتاطت الصِّينُ من هذا الغزوِ الغربيِّ، ولو عُدنَا للتاريخِ لوجدنَا أمثلةً كثيرةً.

ومن هنا كانت (القوة الناعمة) لها تأثيرٌ كبيرٌ في غذاء العقلية العربية وغيرها من الشعوب، ولها وقعها الخاص.. فهل نتمكن من استثمار هذه النقطة بالتحديد لتكونَ انطلاقتنا إلى العالم الأولِ؟.

سيكونُ القادمُ أجملَ -بإذنِ اللهِ-.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store