Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

(المطبات) حل ولكن.؟!

صدى الميدان

A A
(الحاجةُ أمُّ الاختراعِ)، ومَا من شكٍّ في أنَّ الحاجةَ إلى (كبحِ) جماحِ المتهوِّرين كانت خلفَ استدعاءِ (المطبات) لتعترضَ طريقَ أولئكَ، وتقولُ لهم، وبالفمِ المليانِ: (قفْ) عندَ حدِّكَ.

وبالفعلِ نجحَ هذَا الإجراءُ في (كفِّ) شرِّ أولئكَ، ولكنَّهُ في الوقتِ نفسهِ شكَّلَ عائقًا أمامَ انسيابيَّةِ الحركةِ، وألحقَ أضرارًا متفاوتةَ الشدَّةِ لمن (يأكلُ) المطبَّ لانشغالٍ أو عدمِ رؤيةٍ أو مفاجأةٍ بوجودِهِ.

وهذا يعني أنَّ من المهمِّ عندَ عملِ أيِّ مطبٍّ أنْ يكونَ هناكَ (مواصفاتٌ) يجبُ مراعاتُهَا، وهذَا أثقُ أنَّه لا يخفَى على الجهةِ المعنيَّةِ، ولكنَّ (عشوائيَّةَ) التنفيذِ هي مَن يقفُ خلفَ ما تظهرُ بهِ المطباتُ من سوءٍ.

ولعلَّ من المنطقيِّ التساؤلَ: ألَا يوجدُ طرقٌ أُخْرى يمكنُ الاستفادةُ منهَا بمَا يحققُ الغرضَ من وجودِ مطبٍّ، وفي الوقتِ نفسهِ تحدُّ من (الأضرارِ) الناتجةِ عن وضعِ المطباتِ بشكلِهَا الحاليِّ؟

ثمَّ ليسَ من المقبولِ أنْ يتمَّ تنفيذُ المطبِّ بما يمثِّلُ (عتبةً) تصطدمُ بها السيارةُ حتَّى مع التهدئةِ، كمَا أنَّه من غيرِ المناسبِ أنْ يُستزرعَ (جبلٌ) في وسطِ الشَّارعِ، ولعلَّ في ملاحظةِ آثارِ (الاحتكاكِ) الحاصلِ من باطنِ السياراتِ الصغيرةِ مَا يبرهنُ على حجمِ الضَّررِ اللَّاحقِ بكثيرٍ من المركباتِ، وهو ضررٌ ناتجٌ عن (المبالغةِ) في تنفيذِ المطبِّ، وغيابِ المعاييرِ اللازمةِ التي تحققُ الهدفَ من وجودِهِ، وفي الوقتِ ذاتِهِ تمنعُ الضَّررَ الناتجَ عنهُ.

ثمَّ في مسألةِ وضعِ لوحاتٍ تشيرُ إلى وجودِ مطبٍّ، يفترضُ أنْ يتمَّ وضعهَا بمسافةِ تنبيهٍ كافيةٍ، ولا يُكْتَفَى بذلكَ بلْ أرَى أنَّ في عملِ عدَّة خطوطٍ متدرجةِ العددِ من (عيونِ القططِ)، والخطوطِ البيضاءِ أمامَ المطبِّ بمسافةٍ ما يمثِّلُ أسلوبَ تنبيهٍ مناسبًا حتَّى في حالِ عدمِ رؤيةِ لوحةِ التنبيهِ الجامدةِ.

ثمَّ من أهمِّ (العيوبِ) الملاحظةِ بامتدادِ المطباتِ في الشوارعِ عدم (تخطيطِ) تلكَ المطباتِ أو إهمالِ تجديدِ (الدهانِ) عليهَا، أو تركهَا من دونِ دهانٍ، وهذَا من أهمِّ أسبابِ تحولِهَا إلى مصدرِ معاناةٍ، وشكوى، وعاملٍ أساسٍ في (تضرُّرِ) الكثيرِ من أفرادٍ، ومركباتٍ.

ثمَّ هنالكَ تساؤلٌ مهمٌّ: ألمْ يُصادفُ أنْ عبرَ من الشارعِ ذاتِهِ الذي يوجدُ فيه (مطبٌّ) موضع شكوى أيِّ فردٍ ممَّن يعنيهم الأمرُ من أمانةٍ، ومرورٍ، وعاينُوا عدمَ (صلاحيتهِ) على الطبيعةِ؟ ثمَّ لماذَا لم يكنْ لهمْ أيُّ إجراءٍ لمعالجةِ ذلكَ، وهم في شأنِ المطباتِ مَن لهم قرارُ (الاعتمادِ).

إنَّ انتظارَ الشكوى من المتضررِ خيارٌ من الممكنِ (استباقهُ)، وذلكَ عن طريقِ (التقييمِ) لذاتِ المطبِّ، ومدى صلاحيتِهِ، وكذلكَ التركيز على جانبِ عدمِ تحولهِ من النفعِ إلى الضَّررِ.

جانبٌ آخرُ من الأهميَّةِ بمكانٍ، وهو تعدُّدُ المطباتِ، وتقاربهَا في شارعٍ داخليٍّ، وعدم وجودِهَا أو ندرتهَا رغم الحاجةِ إليهَا في شارعٍ رئيسٍ، وهذا يعيدنَا إلى أهميَّةِ وجودِ (آليَّةٍ) مروريَّةٍ (مقننةٍ) تضعُ المطبَّ المناسبَ في المكانِ المناسبِ.

إنَّ اللجوءَ إلى (نجدةِ) المطباتِ خيارٌ ناجحٌ، وعلاجٌ ناجعٌ، أسهمَ بكفاءةٍ في جانبِ (كفِّ) تهورِ المتهوِّرين، ولكنْ ما نتجَ عنهَا من آثارٍ جانبيَّةٍ (شديدةِ) الضررِ ما يدفعُ إلى ضرورةِ إعادةِ تقييمِ ذلكَ، وبما يحافظُ على مكسبِ (الفائدةِ) من وجودِ المطبِّ، ويرفعُ ما قدْ ينتجُ عنهُ من ضررٍ.. وعلمِي وسلامتكُم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store