Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

«نفض الإدارة نفض»!!

A A
تطوُّرُ العملِ للأحسنِ هو الشيءُ المثاليُّ الواجبُ مع كلِّ تغييرٍ بإدارةِ أو برأسِ الهرمِ.

يُحالُ المديرُ للتَّقاعدِ، وقدْ أعطَى مَا عندَهُ، ومقدارُ النَّجاحِ يحدِّدُه الآخرُون حسب درجاتِ الهرمِ الوظيفيِّ علوًّا إلى معالِي الوزيرِ.

وقد يُعفَى مديرٌ مَا؛ لسوءِ إدارتِهِ، أو لعدمِ قدرتِهِ على التَّطويرِ، وأيضًا هذَا يعودُ للمسؤولِ، وهذَا هو المطلوبُ بعدَ إتاحةِ الفرصةِ لهذَا المديرِ بموقعِ المسؤوليَّةِ، وهو طبعًا ما تُحدِّده نتائجُ عملِهِ بالأرقامِ، وليسَ بالعواطفِ.

الموظَّفُ البسيطُ الذي يعملُ ويساهمُ بالنَّجاحِ، أحيانًا يخضعُ لمزاجِ المسؤولِ، خاصَّةً عندَما لا يكونُ هذَا المسؤولُ يثقُ بنفسِهِ، وإنَّما يثقُ فيمَن حولَهُ ممَّن يبحثُونَ عن مصلحتِهم، ولو على حسابِ زملائِهِم.

وأحيانًا يصلُ مَن لا يستحقُّ، ويُبعَدُ مَن يستحقُّ، وذلكَ يحدثُ عندمَا يكونُ المسؤولُ مجاملًا، وأحيانًا يفرضُ النظامُ التسلسليُّ للترقياتِ وضعًا يراهُ الجميعُ خطأً، ويراهُ القانونُ واجبًا.

ما دعانِي للكتابةِ عن هذَا الموضوعِ -وقدْ مرَّ عليَّ الكثيرُ من المديرِينَ طوالِ فترةِ خدمتِي التي امتدَّت لأكثرِ من ٣٥ عامًا، وتقاعدتُ مبكِّرًا- مرورِي بتجاربَ وأنواعٍ من الشخصيَّاتِ القياديَّةِ التي تركَ بعضُهَا أثرًا إيجابيًّا، ولمْ يتركْ بعضُهَا الآخرُ أيَّ أثرٍ أو هامش للتطوُّرِ. وحملَ خدمةَ الوطنِ من بعدِي -وللهِ الحمدُ- أبنائِي وبناتِي.

اليوم أكتبُ، وربَّما يكونُ هامشُ القلمِ خاطئًا، وربَّما تتغيَّرُ الأمورُ، والمصلحةُ العامَّةُ تتطلَّبُ التَّغييرَ، وإنْ كانَ بعضُ العملِ يتطلَّبُ أنْ تكونَ الخبراتُ المكتسبةُ في مكانِهَا الصَّحيحِ، ولا تستحقُّ التَّغيير فقطْ لمجرَّدِ التَّغييرِ.

البعضُ يُغيِّرُ فقطْ لفردِ العضلاتِ، أو لتصويرِ شخصيَّتهِ بعكسِ ما بداخلِهَا.

سألتُ أحدَ الأصدقاءِ: ماذَا فعلَ مديركُمْ الجديدُ؟!..

فأجابَ: جانا مديرٌ «نفضَ الإدارةَ نفضًا»!..

يا ساترْ، ومن قوَّةِ النَّفضِ طارَ الغبارُ، وهبَّت العاصفةُ على الجميعِ، وتناثرت الخبراتُ، لتبدأَ من جديدٍ في التَّطويرِ، وربَّما يتقاعدُ المديرُ ليأتِيَ آخرُ ويكتشفُ أنَّ النَّفضَ لمْ يعطِ تطوُّرًا إيجابيًّا، وربَّما كسرَ بعضَ الإنجازاتِ ليبدأَ بتصحيحِ الأوضاعِ من جديدٍ. وربَّما يكونُ محقًّا بنفضِهِ، ليتطوَّر الأمرُ ويخرجُ مرفوعَ الرَّأسِ بإصلاحاتِهِ.

* خاتمة:

تغيير القيادات ليس شرطاً أن يتبعه تغيير صغار العاملين من الأفراد الذين يقومون بعملهم على أكمل وجه.. القائد الناجح هو من يستطيع أن يخرج من أفراده وموظفيه أفضل ما لديهم، وأن يغرس فيهم الإبداع من خلال منح الحوافز للمبدعين منهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store