Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

أستاذ جامعي بمرتبة حداد!!

A A
مهامُّ الأستاذِ الجامعيِّ هي التدريسُ، والبحثُ العلميُّ، وتسخيرُ خبراتِهِ العلميَّةِ في خدمةِ المجتمعِ، غيرَ أنَّ الأستاذَ الجامعيَّ الدكتور «كبير أبو بلال»، عضوَ هيئةِ التَّدريسِ في كليَّةِ الهندسةِ بجامعةِ «أحمد بيلو»، والتي تُعدُّ واحدةً من أكبرِ الجامعاتِ في نيجيريَا، وأهمَّهَا على الإطلاقِ، والتي تقعُ في مدينةِ زاريا في شمالِ نيجيريا، حيثُ يكسبُ أبو بلال من عملهِ في أعمالِ ورشةِ الحدادةِ (اللِّحامِ) أكثرَ ممَّا يكسبُهُ من عملِهِ داخلَ الجامعةِ -حسب قولِهِ لوسائلِ الإعلامِ المحليَّةِ-. بدأ أبو بلال عملَهُ بالجامعةِ قبلَ عقدين من الزَّمانِ، وقام بالتَّدريسِ ونشرِ الأبحاثِ العلميَّةِ في مجالِ تخصُّصهِ كأستاذٍ في الفيزياءِ والهندسةِ الكهربائيَّةِ.

في نيجيريا ينظرُ إلى العملِ في مجالِ الحدادةِ على أنَّها مهنةٌ أقلُّ شأنًا، أدَّى ذلكَ إلى تعرُّضِ كثيرٍ من أصدقائِهِ وزملائِهِ في الجامعةِ للصدمةِ عندمَا نمَا لعلمِهم بوضعِ صديقِهِم «أبي بلال» الذي قامَ بافتتاحِ ورشةٍ للحدادةِ خاصَّةٍ بهِ.

في تقريرٍ لشبكةِ «بي بي سي» البريطانيَّةِ، قال الأستاذُ الجامعيُّ: «لا أشعرُ بالعارِ؛ لأنِّي أعملُ في مجالِ اللِّحامِ والحدادةِ رغمَ عملِي أستاذًا في الجامعةِ، فأنَا أكسبُ أكثر من عملِي في الجامعةِ». ويشيرُ أبو بلال إلى أنَّ مهنةَ اللِّحام سمحتْ له بالحصولِ على المزيدِ من المالِ، لدرجةِ أنَّه ساعدَ الكثيرَ من زملائِهِ، خاصَّةً عندمَا خاضَ أساتذةُ الجامعةِ إضرابًا لمدَّةِ ثمانية أشهرٍ، ولم يحصلُوا على أجرٍ؛ ويقولُ إنَّه: «منذُ أنْ كانَ صغيرًا، كانَ يشعرُ بالسعادةِ عندمَا يجمعُ الأجزاءَ المتفرقةَ، مثل أجهزةِ المذياعِ التالفةِ، وهو ما جذبهُ إلى مهنةِ اللِّحام»، وزادَ أنْ قالَ: «لسوءِ الحظِّ، وجدتُ أنَّ الهندسةَ الكهربائيّةَ مبنيةٌ على نظرياتٍ، وكنتُ بحاجةٍ لمكانٍ أعبِّرُ فيه عن نفسِي»، مضيفًاً: «أنَّ هذه الرغبةَ هِي التي أدَّت إلى دفعهِ لبدءِ العملِ في مهنةِ اللِّحامِ».

وعبَّر الأستاذ الجامعي عن نيَّته لإبعاد أبنائه الخمسة عن العمل الحكومي قائلًا: «أحضرهم للورشة، خاصة في نهاية الأسبوع، ليروا ما أفعل، أريدهم أن يتعلموا مهنة يستطيعون العيش والعمل بها ذات يوم».

من جانبهِ ذكرَ زميلهُ في الجامعةِ الأستاذ «يوسف جبريل» أنَّ الزملاءَ في الجامعةِ ينظرُون إلى الأمرِ بشيءٍ من الغرابةِ، مضيفًا: «ما يفعلُه أبو بلال ليسَ عيبًا بلْ جديرٌ بالثناءِ والتقديرِ، أتمنَّى أنْ يتعلَّم من ذلكَ زملاؤهُ الآخرون في الجامعةِ».

وبالرجوعِ لأبي بلال فإنَّه يعتقدُ أنَّ الناسَ يجبُ أنْ يتمتَّعوا بعقولٍ أكثرَ انفتاحًا، خاصَّةً لأولئكَ الذين يتلقُّون العلمَ في الجامعاتِ، ليتمكَّنوا من كسبِ الكثيرِ من المالِ، وأنَّ العملَ في مهنتين ينقلُ معرفةً وخبراتٍ للآخرين، قائلًا: «إنَّني أُحبُّ نقلَ المعرفةِ».

يؤكدُ ذلكَ تقريرٌ لخريجِي الجامعاتِ النيجيريَّةِ التي تصدرهُ مؤسَّسةُ ستاترن، أنَّ 40% من خريجي الجامعاتِ النيجيريَّةِ لا يجدُون وظائفَ، علمًا بأنَّ نيجيريَا تُعدُّ من أكثرِ الدولِ الإفريقيَّةِ من حيث عددِ السكَّانِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store