يمثِّلُ ظهورُ طائرِ الهدهدِ بالنسبةِ للسعوديِّين دلالاتٍ تتعلَّقُ باقترابِ انتهاءِ فصلِ الشتاءِ، وقدومِ موسمِ الرَّبيعِ، حتَّى أصبحَ ظهورُهُ موروثًا ثقافيًّا في المملكةِ.ويُعدُّ الهدهدُ طائرًا بريًّا، يعيشُ منفردًا، ويهاجرُ لمسافاتٍ طويلةٍ، وهذَا ما يضفِي عليهِ بعضَ الغموضِ، وفي الوقتِ ذاتِهِ هو أقربُ الطيورِ البريَّةِ إلى الإنسانِ، فيدنُو منهُ ولكنْ بحذرٍ مبرَّرٍ، ويألفُ المزارعُون مشاهدتَهُ في حقولِهِم، ولعلَّ ثنائيَّةَ الألفةِ والغموضِ هذه، تفسِّر ما حمَّله الإنسانُ للهدهدِ من رموزٍ ودلالاتٍ ثقافيَّةٍ في كلِّ المجتمعاتِ التي عرفتهُ، وبشكلٍ خاصٍّ في ثقافةِ المجتمعِ السعوديِّ.