Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«التأسيس».. ركيزة لترسيخ الثقافة السعودية

«التأسيس».. ركيزة لترسيخ الثقافة السعودية

من التراث إلى الأزياء

A A
أخذت وزارة الثقافة بِيَدِ المكونات الحضارية الأصيلة، وأظهرتها في أبهى أشكالها وأحسن تصاويرها، في ظل المستودعات الإنسانية الغنية التي تتوزع في كل بقعة من بقاع المملكة، ليكون لبهاء أصولنا الثقافية وغزارتها الضافية وامتدادها المجيد مَن يُرسِّخها ويجعل من الثقافة نمطَ حياة. وتعمل الوزارة وفق خطة ممنهجة مكَّنتها بعدئذٍ من لفت الأنظار إلى الثراء الثقافي لدى بلادنا، لتثري الحياة اليومية بطابع يزخر بالمعارف والجماليات، وتُقدِّم مساهمات بارزة في يوم التأسيس من خلال إحياء مظاهر الثقافة السعودية؛ حتى غدت مُتجلِّيةً وزاهية ومثيرةً للإعجاب، ونابضةً في سلوكيات الأفراد، وجاذبةً للناس من حول العالم. ومن خطواتها الملحوظة ومنجزاتها الثقافية النيِّرة؛ إعطاؤها للسنين معنىً ثقافيًّا من خلال مبادرة تسمية الأعوام، إذ أطلقت على عام 2021م «عام الخط العربي»، والذي يليه «عام القهوة السعودية 2022»، أمَّا عام 2023 فسمَّته بـ»عام الشعر العربي». وأخيرًا نال العام الجاري مسمَّى «عام الإبل»، في لفتةٍ مبتكرةٍ وبديعةٍ، تجعل سواعد الثقافة السعودية في واجهة المشهد العام، إلى أنْ أضحى الفضاءُ معطرًا برائحة البُن، فيما تملؤه الأحرف كالنجوم، وتتردد في أرجائه أنغامُ قصيدةٍ تتباهى بسفينة الصحراء. لكي يصبح ذلك كلُّه تعبيرًا عن الديباجة الثقافية للمملكة ورعاياها. وعلى هذا النحو انطلقت الهيئات الثقافية، حيث اعتنت هيئةُ الأزياء بتاريخنا الزاهي في اللباس المتنوِّع في مختلف المناطق، وأصدرت في هذا الصدد دليلًا لقواعد اللباس، وقد نجحت في تشجيع التهندم بالزي العريق الذي يكشف عن ملاحة أصالتنا، مثل «السديري» و»الدقلة» و»الصاية»، وغدا ذلك سلوكًا شائعًا يَحفل به السعوديون أثناء المناسبات الكبرى الشاهدة على جمال أزيائهم. ونجحت هيئة فنون الطهي في إظهار القهوة السعودية والترويج لها، وهي أحد عناصر الموروث السعودي، وأدت الهيئة دورًا في تكريس حضورها وإبراز قيمتها، كما اعتمدت أطباقًا وطنية مناطقية ضمن مبادرتها «روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق»، حيث اختير المرقوق طبقًا لمنطقة الرياض، والسليق لمنطقة مكة المكرمة، والأرز للمدينة المنورة، وكذلك الحال بالنسبة للمناطق الأخرى.
أمَّا هيئة المسرح والفنون الأدائية فرسَّخت عمق الفنون السعودية كالعرضة السعودية، والخبيتي، والخطوة، والسامري، كونها فنونًا تعبيرية باحَ من خلالها الأجداد عن مشاعرهم، ومثَّلت طابع المكان وروح الإنسان. وأوْلت هيئة التراث عنايتها بالآثار، والتراث العمراني، والحِرف اليدوية، والتراث الثقافي غير المادي، كما كرَّست هيئة الأدب والنشر والترجمة جهودَها لخدمة الشعر العربي، ووظَّفته في المناسبات والفعاليات، مُلقِيَةً الضوء على ما تحظى به المملكة من تاريخ أدبي وإنساني.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store