Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

إلى روح ثامر وهديل

همزة وصل

A A
نحنُ في زمنٍ (لا) أحدَ فيهِ يبكِي علَى أحدٍ! إلَّا أنَا أبكيكُم وأبكِي رحيلَكُم المُوجِع، وإلى روحكَ يَا ثامر الميمان، يا صديقِي الحاضرَ الغائبَ أكتبُ اليومَ، أكتبُ لكَ وأنتَ الصديقُ والأخُ والزميلُ الذي رافقنَي في الحياةِ وفي العملِ، وفي ذلكَ المكتبِ الصغيرِ في إدارةِ العلاقاتِ العامَّةِ قسم العلاقاتِ الإعلاميَّةِ بالخطوطِ السعوديَّةِ، كنَّا نعملُ، كنَّا نقرأُ، كنَّا نكتبُ، وكنتُ أواصلُ معكَ الصُّعودَ نحوَ أبعدِ نقطةٍ في عشقِ الشِّعرِ والكتابةِ، أتذكَّركَ وأنتَ تضحكُ، وأنتَ تقرأُ مقالَكَ الذي كنتَ تكتبُهُ في زاويتِكَ "رزقِي علَى اللهِ" قبلَ أنْ ترسلَهُ إلى الصحيفةِ، وكنتُ أسألُكَ عنهُ بعضَ أسئلةٍ! وأنتظرُ وقعَ كلماتِي عليكَ، وكنتَ تضحكُ أحيانًا وأضحكُ، وكنتَ تتألَّمُ وأتألَّمُ معكَ من معاناةِ بعضِ القرَّاءِ، الذين كانُوا يكتبُونَ لكَ عن متاعبِهم، وتكتبُ أنتَ لهُم ومن أجلِهِم، كنتَ تبحثُ عن حلولٍ، ووقتهَا كنتُ أتأملُّكَ وأغوصُ في أعماقِ نفسِي سرًّا بعيدًا عنكَ، حتَّى (لا) ترَى أو تعلمَ أنَّني أبحثُ عن قلبِكَ وعن نفسِي، وعن الحدِّ الفاصلِ بينَ هزائمِي وانتصاراتِي.

رحمكَ اللهُ يا أبَا بدر، الأخَ والصديقَ الذي تعلَّمتُ منه الصَّبرَ والحكمةَ، كمَا تعلَّمتُ منهُ كيفَ أعيشُ مع النَّاسِ، وآلامِ النَّاسِ، وأتعاملُ معهَا بإحسانٍ..

ومِن ثمَّ جاءَ بعدَ رحيلِكَ الحزنُ إلى قلبِي، لترحلَ ابنتِي هديل بعدَكَ، ويموتُ في جسدِي كلُّ شيءٍ، وأظنُّ الوقتَ مناسبًا لأقصَّ عليكَ يا صديقِي قصَّةَ حُزنِي التي بدأتهَا أنتَ برحيلِكَ الذي أوجعنِي، ومن ثمَّ جاءتْ الشوكةُ الأُخْرَى بموتِ ابنتِي هديل، هديل التي تركتْ خلفَهَا كومةً من التَّعبِ، وأيَّامًا من العذابِ، وحكاياتٍ (لا) يمكنُ أنْ تكونَ سوَى ذكرياتِ حزنٍ وعناءٍ وبكاءٍ مغروسةٍ في قلبِي، الذي باتَ يتذكَّرُ أحزانَ الرَّاحلِينَ، ويبكِي على فراقِهم فوقَ سطورِ الأسَى آهاتٍ مُرَّةً، ودموعًا مالحةً..

(خاتمة الهمزة).. قبلَ هطولِ رمضانَ ليسَ في يدِي سوَى البكاءِ على فراقِكم، والدَّعاءِ لكُم ولكلِّ أمواتِ المسلمِينَ، رحمَكُم اللهُ وأسكنكُم فسيحَ جناتِهِ.. وهي خاتمتِي ودُمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store