Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

لا مفاجآت.. هذه برامجنا!!

A A
أسبوعٌ واحدٌ يفصلنَا عن الشَّهرِ الكريمِ.. شهرِ الخيرِ والحبِّ والعطاءِ.. شهرِ العباداتِ، والتقرُّبِ إلى اللهِ، شهرِ محاسبةِ النَّفسِ، والتَّوقُفِ كثيرًا عندَ أحداثكَ اليوميَّةِ، وماذَا قدَّمتَ خلالَ أحدَ عشرَ شهرًا مضتْ من عمرِكَ.

الغالبُ يبحثُ عن هذهِ النِّقاطِ وهذهِ الأيَّامِ، وينتهزُهَا بتقديمِ يدِ العونِ للمحتاجِينَ، ومساعدةِ الفقراءِ والأيتامِ، وأعمالٍ أُخْرى عديدةٍ قد تكونُ علنيَّةً، وغالبيَّتهَا بينكَ وبينَ خالقِكَ، ولا يعلمُ بهَا العبادُ.

تلتمُّ العائلةُ على مائدةِ الإفطارِ، ويلتمُّ شملُهَا، فغالبيةُ المسافرِينَ والدَّارسِينَ والمغتربِينَ يعودُون إلى ديارِهِم لقضاءِ أيامِهم الجميلةِ مع العائلةِ. وتكثرُ اللقاءاتُ، وتبادلُ الزياراتِ بينَ الأهلِ والأصدقاءِ والجيرانِ (فهُو الخيرُ).

ومن خلالِ الاجتماعاتِ، ولقاءاتِ الأسرةِ، تتسابقُ القنواتُ التلفزيونيَّةُ بتقديمِ جرعاتٍ من البرامجِ والمسلسلاتِ في هذَا الشَّهرِ الكريمِ على وجهِ الخصوصِ.

الاستعدادُ لتقديمِ مسلسلٍ رمضانيٍّ يكونُ باكرًا، منذُ عدَّةِ أشهرٍ، من قِبَل شركاتِ الإنتاجِ، وتتهافتُ القنواتُ للحصولِ على أكبرِ عددٍ ممكنٍ من هذهِ البرامجِ والمسلسلاتِ؛ ممَّا يجعلُ من شركاتِ الإنتاجِ تضعُ خططهَا وإستراتيجيَّتهَا (للكمِّ) دونَ (الكيفِ)، مع هبوطٍ حادٍّ في (المحتوَى)، فـ»الهدفُ» ليسَ الرسالة، وإنَّما الوجودُ والرِّبحُ والإثارةُ بأيِّ ثمنٍ.. المهمُّ الوجودُ في «السِّباقِ الدِّراميِّ» التلفزيونيِّ، وبالتَّالِي نجدُ «هبوطًا حادًّا» في المحتوَى، و»الأداءِ»، ولا جديد..!!

كتبنَا كثيرًا، وتحدَّثنَا كثيرًا حولَ هذهِ النقطةِ بالتحديدِ، وقلنَا إنَّ هذَا الشَّهرَ شهرٌ فضيلٌ، فلا تستغلُّوا «اجتماعَ الأسرةِ» لتقديمِ مسلسلاتٍ هزيلةٍ، ودرامَا هابطةٍ، وبرامجَ لا ترتقِي بالذَّوقِ العامِّ، بل تزيدُ من التَّفكُّكِ الأُسريِّ، وتدعُو إليهِ دونَ حياءٍ أو خجلٍ، وممَّا «يزيدُ الطِّينَ بلَّةً» أنَّ أغلبَ القنواتِ تتسابقُ «بشراهةٍ» على هذَا الاستهلاكِ السنويِّ المُملِّ..!!

هذهِ نقطةٌ، والنقطةُ الأُخْرَى.. أنَّ غالبيةَ الدِّرامَا والبرامجِ العربيَّةِ (الخليجيَّةِ على وجهِ التَّحديدِ) لم تُعالجْ هذهِ النقاطَ، ولم تتوقَّفْ عن تقديمِ «السطحيَّةِ»، بدعمٍ متواصلٍ من أغلبِ القنواتِ التلفزيونيَّةِ مع كلِّ أسفٍ..!!

ما نريد قوله: إننا بحاجة إلى التكاتف «إعلاميين، وكتاباً، ومسؤولين»؛ لنتفادى هذا الانزلاق، والغزو الفضائي من قبل هذه الشركات والقنوات، التي تبحث عن أكبر عدد ممكن من الإعلانات، والدخل المادي، دون مراعاة للقيم وأخلاقيات المهنة، ومهم جداً أن نتكاتف لنرتقي بالدراما والمحتوى بشكل عام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store