Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

دكتورة متقاعدة تتبرع لكليتها بمليار دولار!!

A A
على الرغمِ من أنَّ العالمَ الإسلاميَّ عرفَ ثقافةَ الهباتِ والأوقافِ والتبرُّعاتِ الماليَّةِ في دعمِ التَّعليمِ منذُ قرونٍ مضتْ، إلَّا أنَّه لمْ يستمر طويلًا، في حينِ حافظت الشعوبُ الغربيَّةُ على هذِهِ الثقافةِ حتَّى أصبحتْ مؤسَّساتُهَا التعليميَّةُ تعتمدُ عليهَا بشكلٍ أساسٍ كأحدِ مواردِهَا الذاتيَّةِ.

من أمثلةِ ذلكَ مَا قامتْ بهِ كليَّةُ طبِّ «ألبرت أينشتاين» في نيويورك هذَا العَام، وذلكَ بإعفاءِ طلابِهَا من الرُّسومِ الدِّراسيَّةِ بعدَ تبرُّعٍ بقيمةِ مليارِ دولارٍ من الدكتورةِ «روث جوتسمان»، التِي كانتْ تعملُ عضوًا في هيئةِ التدريسِ بالكليَّةِ نفسهَا، وأرملةَ أحدِ المستثمرِينَ الكبارِ بسوقِ المالِ في «وول ستريت»، وتبلغُ من العمرِ الآنَ (93) عامًا، وفقًا لمَا ذكرتهُ صحيفةُ نيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفةُ أنَّ هذَا التبرُّعَ هُو من بينِ أكبرِ التبرُّعاتِ حتَّى الآنَ لمؤسَّسةٍ تعليميَّةٍ في أمريكَا، وقد أعلنتْ «جوتسمان»، وسطَ تصفيقٍ حارٍّ، ودهشةِ الطُّلابِ الذِينَ سيكملُونَ دراستَهُم في الكليَّةِ مجانًا، في مقطعِ فيديو على موقعِ (x) قالتْ فيهِ: «يسعدُنِي أنْ أشاركَكُم أنَّه ابتداءً من أغسطس من عامِ 2024م، ستكونُ كليَّةُ ألبرت أينشتاين للطبِّ خاليةً من الرُّسومِ الدِّراسيَّةِ».

وقالَ رئيسُ الجامعةِ البروفيسور «يارون يومر»: إنَّ هذَا التبرُّعَ سوفَ يحدثُ ثورةً جذريَّةً في قدرتِنَا على جذبِ الطُّلابِ الملتزمِينَ بمهمَّتِنَا، وليسَ فقطْ أولئكَ الذِينَ يستطيعُون تحمُّلَ تكاليفِ الدراسةِ».

وأضافَ رئيسُ الجامعةِ: «إنَّ هذَا التبرُّعَ سيحرِّر طلابنَا ويرفعَهُم؛ ممَّا يمكِّنهُم من متابعةِ المشروعاتِ والأفكارِ التي قد تكونُ غيرَ قابلةٍ للتَّحقيقِ من دونِ هذَا الدَّعمِ التي حصلتْ عليهِ الكليَّةُ». وتقعُ كليَّةُ طبِّ «ألبرت أينشتاين» في حيِّ «برونكس»، أحدِ أفقرِ أحياءِ مدينةِ نيويورك، حيثُ تبلغُ الرسومُ الدراسيَّةُ السنويَّةُ فيهَا حوالى (59000) دولارٍ.

بدأت الدكتورةُ «جوتسمان» العملَ بالكليَّةِ عامَ 1960م، وأثناءَ التدريسِ طوَّرتْ طُرقًا لتشخيصِ أمراضٍ وعلاجاتٍ جديدةٍ للأطفالِ الذينَ يعانُونَ من صعوباتِ التعلُّمِ، كمَا أدارتْ برنامجًا لمحوِّ الأميَّةِ للكبارِ.

وورثت الدكتورةُ «جوتسمان» ثروتَهَا من الأموالِ الطائلةِ لزوجِهَا الرَّاحلِ «ديفيد جوتسمان»، الذِي عملَ مستشارًا ماليًّا في وول ستريت، وحقَّقَ ثروتَهُ من الاستثمارِ في شركةِ «بيركشاير هاثاواي»، متعدِّدةِ الجنسيَّاتِ التِي بناهَا المليارديرُ الأمريكيُّ «وارن بافيت»، وتُوفِيَ زوجُهَا في شهرِ سبتمبر عام 2022م، عن عمرٍ يناهزُ (96) عامًا.

وقالت الدكتورةُ «جوتسمان» -في بيانٍ-: «إنَّ الأطباءَ الذِينَ يتدربُونَ في الكليَّةِ يواصلُونََ تقديمَ أفضلِ رعايةٍ صحيَّةٍ للمجتمعاتِ هنَا في حيِّ برونكس، وفي جميعِ أنحاءِ العالمِ».

وأضافتْ: «أنَا ممتَّنةٌ لزوجِي الرَّاحلِ؛ لأنَّهُ تركَ هذهِ الأموالَ في رعايتِي، وأشعرُ بالسَّعادةِ لحصولِي علَى شرفِ تقديمِ هذهِ الهديةِ لمثلِ هذهِ القضيَّةِ النبيلةِ».

وفي مقابلةٍ مع صحيفةِ نيويورك تايمز، ذكرتْ أنَّ زوجهَا الرَّاحلَ تركَ لهَا محفظةً كاملةً من أسهمِ «بيركشاير هاثاواي» عندمَا تُوفِّيَ مع تعليماتٍ بأنْ تفعلَ ما يعتقدُ أنَّهُ مناسبٌ لهَا.

وقالتْ: «إنَّها أدركتْ ذلكَ على الفورِ، وقامتْ بتمويلِ طلابِ كليَّةِ أينشتاين الطبيَّةِ التِي كانتْ أحدَ أساتذتِهَا حتَّى يتلقُوا تعليمًا مجانيًّا»، وقالتْ: «لقدْ أعطانِي الفرصةَ للقيامِ بذلكَ، وأعتقدُ أنَّهُ سيكونُ سعيدًا، أتمنَّى ذلكَ».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store