Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

استخدام الأدوية في ميزان التثقيف الصحي

شذرات

A A
الحديثُ عن الأدويةِ بصورةٍ عامَّةٍ: مصادرهَا، تركيبهَا، والأهميَّة البالغةِ بأنْ لا تُستخدمَ إلَّا بإشرافٍ طبيٍّ، ووفقَ الجرعةِ الموصوفةِ، هُو حديثٌ ذُو شجونٍ، بعدمَا لُوحظَ جرأةُ بعضِ الأفرادِ في نقلِ تجاربِهم الشخصيَّةِ في استخدامِ الدَّواءِ للآخرِينَ، وقبولِ بعضِ الأطرافِ بهِ كشيءٍ مُسلَّمٍ بهِ.

ومن المعلومِ أنَّ بعضَ الأدويةِ المتداولةِ؛ لهَا أعراضٌ سلبيَّةٌ يجهلُهَا المستخدمُ لهَا، وبعضُهَا لهَا نتائجُ سيِّئةٌ نتيجةَ الإفراطِ في تناولِهَا.

فالمُسكِّناتُ كالبندولِ -على سبيلِ المثالِ- رغمَ أنَّه من المعلومِ أنَّهُ عقارٌ آمنٌ، إلَّا أنَّ الجرعاتِ الزائدةَ منهُ تصيبُ الكبدَ بالتليُّفِ لا قدَّرَ اللهُ، ويسرِي هذَا الأمرُ على المُسكِّناتِ المضادَّةِ للالتهاباتِ.

وهناكَ إجماعٌ من قِبل المختصِّينَ بعدمِ أخذِ أكثر من نوعٍ من الأدويةِ في وقتٍ واحدٍ؛ لتفادِي الأعراضِ الجانبيَّةِ لهَا، كالإصابةِ بقرحةِ المعدةِ، أو الأذَى الذِي يلحقُ بالكلَى.

بعضُ الأفرادِ -للأسفِ- يُقدِمُون على تناولِ المضاداتِ الحيويَّةِ بدونِ وصفةٍ طبيَّةٍ، كلَّمَا شعرُوا بأعراضٍ معيَّنةٍ للتسريعِ بالشِّفاءِ، دونَ أنْ يعلمُوا أنَّ هذِهِ المضاداتِ إذَا أُسيءَ استخدامُهَا تؤدِّي إلى زيادةِ مقاومةِ البكتيريَا لهَا داخلَ الجسمِ، وعدمِ الاستجابةِ لهَا مرَّةً أُخْرَى. كلُّ ذلكَ وأكثر بسببِ الاستعمالِ العشوائيِّ لهَا.

كمَا يُقدِم البعضُ -أيضًا- على استعمالِ بعضِ الكريماتِ دونَ استشارةٍ طبيَّةٍ، وربَّما يقنعُون بمَا يردِّدهُ بعضُ الباعةِ لهُم.

من جانبٍ آخرَ، فإنَّ قلقَ وتوترَ الحياةِ اليومي -كما هُو معلومٌ- من أسبابِ ارتفاعِ ضغطِ الدَّمِ المفاجئِ. ويؤكِّدُ الاستشاريُّون في أمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدَّمويَّةِ أنَّ زيادةَ التوترِ تقودُ إلى زيادةِ نسبةِ الكوليسترولِ، وارتفاعِ ضغطِ الدَّمِ، وكلاهُمَا يؤدِّي إلى نتائجَ غيرِ محمودةٍ.

وإحصائيًّا، فإنَّ شخصًا واحدًا من بينِ كلِّ عشرين شخصًا يعانِي من ارتفاعِ ضغطِ الدَّمِ، وبعضُهم لَا يعرفُ أنَّه يعانِي من ذلكَ الارتفاعِ، وأنَّه يحتاجُ إلى تلقِّي العلاجِ.

وفي كلِّ الأحوالِ، فإنَّ من المناسبِ قياسَ ضغطِ الدَّمِ لكلِّ مَن تجاوزَ الثلاثِينَ من العمرِ كلَّ ستةِ أشهرٍ، وبالذَّاتِ في حالاتِ زيادةِ الوزنِ، أو في حالاتِ توارثِ المرضِ بين أفرادِ العائلةِ الواحدةِ.

من المعلومِ كذلكَ أنَّ الزيادةَ في الوزنِ تساهمُ في رفعِ مستوَى الكوليسترولِ الضَّارِّ، وإنقاصِ الوزنِ يساعدُ في خفضهِ، وبتقدُّمِ العُمرِ عندَ الرجالِ والنساءِ؛ يرتفعُ مستوَى الكوليسترولِ لديهم، وبعدَ سنِّ الخمسين يكونُ مستوَى الكوليسترولِ الكليِّ أعلَى في النساءِ منهُ في الرجالِ من العمرِ نفسِهِ، وبلوغ سنِّ اليأسِ لدَى النِّساءِ يؤدِّي إلى ارتفاعِ مستوَى الكوليسترولِ.

كمَا أنَّ التَّطرقَ إلى الضغوطِ النفسيَّةِ يفتحُ البابَ علَى مصراعَيهِ للتَّأثيراتِ التي تتركهَا على القلبِ والأوعيةِ الدَّمويَّةِ ومعدلاتِ الكوليسترولِ، أمَّا لو اقترنَ بالسُّكَّري - لا قدَّر اللهُ- فالأمرُ يتطلَّبُ متابعةَ الفحوصِ الطبيَّةِ، والالتزامَ باستخدامِ الأدويةِ تحتَ إشرافٍ طبيٍّ.

كلُّ ذلكَ وغيرهُ يؤكِّدُ مجدَّدًا حاجتنَا أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضَى إلى زيادةِ الوعيِ الصحيِّ في المجتمعِ، ولا سيَّما ما يتعلَّق بسوءِ استخدامِ الأدويةِ، واللهُ المستعانُ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store